الشاعر : يوسف الباز بلغيث
كُوني كمَا شِئتِ
إنّي أسَرتُكِ_حُمَّـى الشّعـرِ_ يـا نـاري
والأسرُ أسْرٌ..وقَيـدُ الشِّعـرِ إعصـارِي
|
كُوني كمَا شِئتِ إنّي فـي أسـاكِ هـوًى
حطَّ الرِّحالَ..وطافَ الـرَّوضَ فٱختـارِي
|
لو تسْبحيـنَ كمـا وَجْـدي إلـى أملـي
أو ترجعيـنَ إلـى حُلمـي وتِـذكـارِي
|
أو تعشقيـنَ زهــورًا طالـمـا ثمِـلـتْ
ما عادَ يسقي ثَـرَى الأحـلامِ مِزمـارِي
|
كُوني كمَا شِئـتِ حُلمًـا كـاد يأسَرُنـي
أو نغمةً فـي دُنَـا الأشـواقِ، وٱنهـارِي
|
لُفّي القناديلَ..صبـحُ النّفـسِ حاصرَهـا
هلاَّسَمِعتِ بشمسٍ فـي دُجَـى الغـارِ!؟
|
ذا الشّـوقُ فِـيَّ يُريـغُ الصَّبـرَ ألْعَقُـهُ
مِـن ثَغْـرِ مـا أسَـرتْ نيرانُهـا نـارِي
|
صِيحِي" أنـا البحرُ،،, لا بحـرًا يُهادنُـهُ
لو خـطَّ فـي أفُـقِ الأفكـارِ أفكـارِي
|
لٱنْهَـدَّ يبحـثُ عـن نـجـمٍ يعاتـبُـه
قُلْ لي:" أنا البحرُ ؟ أم دمعُ الهوَى الجارِي ؟"
|
قُلْ لي بِربِّـكَ :" أيـنَ الطّيـرُ أسألُـه ؟
أينَ السَّماءُ؟ وأينَ النّهـرُ ؟" يـا جـارِي
|
والنّفسُ تسكـنُ،، والأشـواقُ تسكنُهـا
والصَّوتُ يعلُـو تلاحِينـي وإصْـرارِي
|
البحـرُ بحْـرانِ ؛ هـذا النّـاسُ تعرفُـهُ
أمّا الذي غـابَ لو إن هـاجَ تحتـارِي
|
كُوني مـدَى الأمنيـاتِ اليـومَ ملحمـةً
غنَّـتْ تُوَدِّعُـنـا أحــلامَ أسـفـارِي
|
أو فَرْقَدَيْـنِ تمـامَ الـبدرِ، أو صـدفًـا
لفَّ الجُمانَ، وقـال:" البـدرُ فـي دارِي "
|
لا تسأليني؛ فكـمْ غـرَّ النّـوى و سَلِـي
جُرحَ الشّبيبةِ عن شيـبِ الهـوَى العـارِي
|
فالمـوجُ هـافٍ علـى أنسـامِ رحلتِنـا
عـاتٍ ليُسمـعَ ذي الأمـواجَ أشعـارِي
|
والكلُّ يأمـلُ منـكِ الصّفـحَ معتقِـدًا
أنَّ السّلامـةَ فـي كفَّـيْـكِ كالـنَّـارِ
|
الآن أسمـعُ فيـكَ الـحُـبَّ يهمِسُـنـي
إذ بعدَ شـوقٍ تُهـادي اللَّحـنَ أوتـارِي
|
كُوني كمَا شئـتِ؛ ليـتَ اللّيـلَ يرحمُنـا
واللَّيلُ داجٍ..وكم لـفَّ الدُّجَـى سـارِ
شعر : يوسف الباز بالغيث الجزائر/ 1998_ قصيدة من ديواني " نبضاتُ الاغتراب"_ 2001
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق