الشاعر : جواد يونس أبو هليل ـ فلسطين
الخبز الممنوع
لا وَقْـتَ لِـلْعِشْقِ، قَـلْبي عَـضَّــــهُ الْجوعُ
فَـفـي الْـمُـخَيَّمِ حَـتّـى الْـخُبْزُ مَـمْنـــــــوعُ
مُـذْ أَلْـفِ يَـوْمٍ وَفـي (الْـيـــَرْموكِ) أُمْـنِيَةً
صارَ الـرَّغيفُ، وَصَوْتُ الطَّحْنِ مَسْموعُ
هُــنــا الْــمَـجـازِرُ لا حُــــبٌّ وَلا غَــــــزَلٌ
تَـجْـري الـدِّمـاءُ وَعَـنّـا الْـمـاءُ مَـقْــطوعُ
هُـنـا الْـحَـقيقَةُ، لا تَـسْـمَعْ قَـصائِــــــدَهُمْ
حَـديـثُهُمْ عَــنْ إِبــاءِ الْـعُـرْبِ مَـوْضــوعُ
هُـنـا الْـمُخَيَّمُ يـا أَهْـلَ الْـقُصورِ، وَفــــــي
أَرْجــائِــهِ الْـقَـهْـرُ وَالْـحِـرْمـانُ مَـــزْروعُ
هُــنـا الَّـذيـنَ بِـحُـلْمِ الْـعَـوْدَةِ انْـتَــــصَروا
عَـلـى الـشَّـتاتِ، وَإِنَّ الْـحُلْمَ مَـشْـــــروعُ
سَـمـاؤُنا حِـمَـماً فـي الـصُّبْحِ مُـمْطِـــــرَةٌ
وَفـــي الْـمَـساءِ كَـمـا قَـنّـاصٍ الْـجـــــوعُ
وَالْـبَـرْدُ فــي الـلَّـيْلِ ذِئْــبٌ جـائِـــــعٌ أَبَـداً
وَكَــمْ صَـحَـوْنا وَمِـنْـهُ الْـطِّـفْلُ مَـفْـــزوعُ
قَـلْـبـي تَـشَـظّى كَـمـا أَحْــلامِ أُمَّـتِــــــــــنا
كَــأَنَّـهُ مِـــنْ زُجـــاجِ الْـحُـلْـمِ مَـصْـنــوعُ
وَالـــرّوحُ مَـشْـروخَـةٌ وَالْـغَـدْرُ شَـقَّـقَــها
كَــمـا جِـــدارٍ مِـــنَ الـزَّلْـزالِ مَـصْـــدوعُ
يَــرْوي تُـرابَـكِ يــا شــامَ الْـبَهاءِ دَمــــي
كَــأَنَّـهُ، مِــثْـلَ دَمْـــعِ الْـقَـلْبِ، يَـنْـبـــــوعُ
فَـيُـزْهِـرُ الْـــوَرْدُ مُـحْـمَـرّاً بِـــهِ خَــجَــــلٌ
وَعِــطْــرُهُ كَـالْـيَـتيمِ الْــغَـضِّ مَــوْجـــوعُ
جَـمَـعْـتُ كُـــلَّ بِـــلادِ الْـعُـرْبِ قـاطِـبــــــَةً
فَـــإِذْ بِـصِـفْرٍ إِلــى الْأَصْـفـارِ مَـجْـمـــوعُ
أَعَـــدْتُ كُــلَّ حِـسـاباتي وَبــي أَمَـــــــــلٌ
فَـقالَ لـي الـصِّفْرُ: عَنْكَ الْعَتْبَ مَرْفــــوعُ
فَــهــذِهِ أُمَّــــةٌ مـــا وُحِّـــدَتْ فَــغَـــــــدَتْ
لا شَــيْءَ، وَالْـكوعُ فـيها مِـثْلَما الْـبـــوعُ
داسَ الْـكَـرامَةَ فـيها الـظُّلْمُ مِـنْ زَمَـــــنٍ
وَالشَّعْبُ، إِنْ قالَ: "لا لِلظُّلْمِ"، مَقْمـــوعٌ
كُـــلُّ الـشُّـعـوبِ بِـإِنْـجـازاتِها افْـتَــــخَرَتْ
وَيَــصْــنَـعُ الْــمَـجْـدَ أَتْــبــاعٌ وَمَــتْـبــوعُ
وَأُمَّــــتـــي مــومِــيــاءاتٌ مُــحَــنَّـطَـــــةٌ
سِـيّـانِ قَــرْنٌ مَـضـى أَوْ مَــرَّ أُسْـــــبـوعُ
وَعِـنْـدَهـا الـشِّـعْـرُ آهـــــــــاتٌ لـعـاشِـقَةٍ
وَمَنْ يُنادي بِحُكْمِ الشَّرْعِ مَسْــــفوعُ (*)
فَـقُـلْـتُ إِنّـــي بِـنَـصْـرِ اللهِ لــي ثِــــــــقَـةٌ
وَالْــوَعْـدُ بِـالـنَّـصْرِ بِــالْآيـاتِ مَــشْـفـوعُ
الظهران، 10/04/2015 جواد يونس
=====================
(*) ويقال للمجنون مَشْفُوعٌ ومَسْفُوعٌ (لسان العرب: مادة شفع)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق