اقتراح على
امرأة ثورية
شعر: محمد جربوعة ـ الجزائر ـ
لا تقنعيني .. قد حسمتُ خياري
وأخذتُ في هذا الطــريق قـــراري
أنا لست طفلا - يا مليحةُ- لا يعي
ما يَــنشرُ الحُسّـــادُ مـــن أخـبارِ
قالوا لـمــاذا قــد تــحـوّل فــجأةً
للرســـمِ والتلويــــن بالأشـعارِ ؟
هو ليس يدركُ ما خـطورة شعرهِ
بين الظـــباءِ، وكــــل ذات خـمارِ
هو لا يراقـــبُ بعد كل قـــصيدةٍ
ما تــفـــعل الأبـيات عنـد القاري
لو صار مـــمنـوعا لصار مهــرّبا
في الســـرّ بين الغــيدِ والتــــجّارِ
أو كـــان بارودا لــكان مصنّــــفا
ضمن الـمحــرّمِ بـــالغ الإضــرارِ
جلبَ الطريقةَ مـن دمشقَ وسرَّها
وأعاد صنعَ الســـحرِ بــعـد نــزارِ
أتراه يعشقُ؟ كـــيف يـعـشق ثائرٌ
طاف الخــرائـطَ داعــيــا للــنارِ ؟
لا تـــذكري لــي مـا يــقال، فكلهُ
لغـــوٌ مــِن الأقــوال والأفــــــكارِ
أنا بعد هذا اليوم، لستُ مناضلا
إني استقلتُ لـــهم، ولي أعذاري
ورهنتُ رشـــاشي مقــابلَ زهرةٍ
وسحبتُ أرقامي لــــــدى الثوارِ
عيناكِ أفضلُ - صدقيني ـ
منهمُ
مِن ثــورة ( الأخــشاب والمنشارِ )
كقــطار لــيــل زار ألـــــف محطةٍ
وتورّمـــتْ قــدماه فـي الأســفارِ
أنا ســـوف آتي حيـــن ألقى ربنا
بعد انتهاء الخـــطـو في مشواري
بقصيـــدةٍ غـــزليةٍ عـــــــــذريةٍ
عربيةٍ كــــعبيـــة الأوتــــــــــارِ
نحو الحسابِ أجــــرّها من شعرها
وأقول أنتِ جــــلبتِ لـي أوزاري
وتــــقول : ((هذا شاعر قد شدني
وهربتُ منــــه، وفــكّ لي أزراري
فجريت نحو الباب، لكن لـــم أجدْ
ثَمّ العزيزَ..لـــكي أريــهِ إزاري ))
ولسوف يـــحكم ربـــــنا في أمرنا
وأنا وهـــيَّ نــلوذ بـــالغـفّـــــارِ
أرأيتِ مصرَ ؟ وتونسٍ..؟ ثوراتُــها
صارتْ بــــعكس الضـوء في التيارِ
فحذار من صفّ النظامِ حبيـبتي
وحذار من صفّ (النضال) حـــذارِ
فكلاهــــما ربّ لــــديه شـــريعةٌ
تستبدلُ الفــــجّـــار بــالكـفّــــارِ
لا أستطيع القتلَ .. أخشى قـطرةً
مظلومة تــشكـــو إلى الــــقـهّارِ
وأنا أخافُ اللهَ ، طبــــعي هـــكذا
قلم الرصاص مســدّسي وعياري
أنا لا أفـــكّر فــي القــيام بـثورةٍ
كي أُبْدلَ الطــــبّـــالَ بــــالزمّارِ
ضدّ الشعوب أنا..وضـــد عروشها
ومعــــــادلات (اللوح والـمسمارِ)
ومع السماءِ.مع النبي وصحــبهِ
ومـــع الزبيـــرِ وجـعفر الطيّــارِ
ما رأي حــــبّي أن نجرّبَ بينــنا
في الحــــب حربا، إذ أغار، وغاري؟
ثورِي عليَّ إذا أردتِ ،تـــجمهري
ضدي ببعـــــــــض قنابل النوّارِ
أنا لم أحدّدْ، فلتــــكوني من هنا
من (عين ازالَ) ..وبيتـكم بجواري
أو ربما شامــــــية، ليــبيـــــــةً
نشمــيــــةَ إن شئتِ من ذي قارِ
مصــــريةً، يمــنيـــــــةً.. عربيةً
من كامــــل البـــلــدان والأقطارِ
قولي (لترحلْ).. (لا أريـدكَ حاكما)
وارمي زجـــــاج القــصر بالأزهارِ
سأردّ إني سوف أبقى هـــاهــــنا
(مَن أنت؟) كي تملي
عليّ مساري؟
متمسّك بكِ.. لــــن أغـادرَ لحظةً
متمسّـــــكٌ جــدا.. و فـي إصرارٍ
ردّا عليَّ.. تــــدرّبي وتــــسلّحي
بالكحل والنــظــــرات والأظـــفارِ
ثم اطلبي تجمــيد أرصدتي لدى
قراء شعري..وانشـــــري أسراري
فلربما غيــــرتُ رأيي بـــعـــدها
أو قد يفـــــــيدكِ ذاك في إجباري
ثم اقصفيني ..دمّــريني.. زلزلي
عرشي، ومــــــرّي فـيّ كالإعصار
وعِدي بتعويضي بكل خـــسائري
وبأن تــــعيـــدي بعدها إعماري
ثم اطلبـــينــي للحـوار، وفرصةٌ
أن نـــلتقي فــي جولة لِـــــحوار
شعر: محمد جربوعة ـ الجزائر ـ
الجمعة 1 آذار- مارس 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق