أعلان الهيدر

للنشر في مدونة محكمة النقد يرجى إرسال المادة مرفقة بالصورة على العنوان الآتي :
lagrahocine@gmail.com
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك.

الأربعاء، 1 أبريل 2015

الرئيسية وترفُضُني دَا..... !! بقلم الأستاذة : حنكة حواء

وترفُضُني دَا..... !! بقلم الأستاذة : حنكة حواء

وترفُضُني دَا..... !! بقلم الأستاذة : حنكة حواء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اخْتُطف ليْلا ، سَاعة كَاميرَا المُراقبَة تشِير إلى الواحَدة وثَلاثِين دقيقَة ، المُخدّر الذِّي رُشّ به فجْأةً ،كاَن كَفيِلا بأنْ يمنَحه فُرصَة بقَدر الثَانيَة ؛ ليَرى خيَالات يرُدّها عقْله البَاطِن إلَى أشْخَاص ؛ لم يسْتطِع تحْديد عدَدهم ، فقَد غَطّ بسرْعَة فِي نَــوْم عمِيـــق ، صحا منْه علَى صفْعة مُدوّيَة فجَّرت طبْلة أذُنُــه الدَاخليَة ، فاستيْقظ مَذْعُـــورا ، ليجِــد نفسَه في كهْف جبَلِي ، يلتَفُّ حوْله ملثَّمون كالغِربان ، كثْرة الرَّكلات و الرفَّسات العشْوَائيَّة وصُراخُه وشِدّة الألَــم الذي يُكابِــده، لمْ يتْرك لَه الفُرصَة ليكوّن صُورة شَاملة للمَكَان ، بلحظَة حظّ منحَها لَه القَــدر ، فضَّ جمْعَهم مُلثّم آخر بدا كأنَّه رئيسُهم ، اقتَــرب منْه ،و شدّ علَى رقبَته بكلْتا يَديْه حتَّى كَـــاد يُزهِق روحَه
ـ " أنت إذا مُخبرٌ سرِّي ... رصَدتك كامِيراتُنا قرْب حَاوية القُمامَة بوقْت متَأخِّر مِن اللَّيْل ، كنْت مرتبِكا تتَلفَّت يمْنة ويُسْرة ، لكن !! و شدّ أكثَر على رقبَته حتَّى جحَظَت عيْنَاه ، أتظُنًّنا غَافِلين ؟ ، الكثِيرون غيرُك تمَّت تصْفيتُهم ، سيَكون هَــذا مصِير كُل الخَــونَة .
- حَاول أن يسْتجْمع بعْضًا مِن بقَـع أوكْسجِين تُحتَضَر وردّ بصَوت مَبْحوح : كنْنننننت أبْببببحث عَ....نننْ طَعَاااااامممْ
ردّ عليْه بصَفعة قوَية شجَّت خَــدَّه :
ـ أتهْــزأ بِي يَا كلْب......؟
ـ ستَرى ما سَنفعَله بِك ، أومَأ لرفَاقه بَرأسِه ، فَانكبوا عليْه يُمطِرونَه بلكَمَات أفْقَدتْه وعْيَـــه ، فقْـدان الوَعْي أحيانا يمْنحُنا بعْضَ الرَّاحَة ، فُــرصَة أُخْــرى تمنَحُها لنَــا فيزْيولُوجْيا الجِسْم ، صحا بعْدَها ليَجد نفْسه فِي صحْراء قاحِلَــة ، جاثيا علَى ركْبتيْه ، يلبَس لبَاسا بُرتقَاليًّا ، وشَخْص مُلثّم خلفَه؛ ممْسِكُ بقفَاه وبيَده خنْجَر، و كامِيرا مُوجهَة لَه ، يقِف مُصوّر خَلفَها ، ومَلثّمون آخرون يقفُون غيْر بعِيــد ، يحْضُرون فِيلْـــم ذبْحِــه ؛ تكلَّم المُلثَّم من خلْفَه بعَربيَّة مُتكسِّرة ، واضِعًا الخِنجَــر علَى رقبَتِه :
ـ اعتَرف قبْل مَوْتِك
- بمَاذا أعْتَـــرفْ ؟
- اعتَرف أنَك مُخبِر سرِّي ، وأنك كنْت ترْسِل أخبَارا عنَّا ، تضَعها بحَاويَات القُمَامة .
ـ سيِّدي لسْت مُخبرًا ، أنَا كَاتِب .
ـ يقَهقِه المُصوِّر ، كاتِب (هَا هَا ...)، كاتِب أمْ قطَّة حَاويَات !!
ـ لمْ أجِد مَا آكله ، لا أملك غيْر أورَاقي وكتُبي ، أخْرج كلَّ ليْلة ، بعْد هُــدُوء الشَّوارع وخلوّها مِن المَارَّة ، أبْحث علّي أجَــد مَا أسَّد بِه رمَقِـــي ، لمْ أشَــأ التَّسوُّل خوفًا علَى سُمْعتي وشهْـرتي الأدبيّة ، ولا أريد أيضًا أن أمٌوت علَى الرَّصِيف جُوعًا ، كما مَات البَعض مِن الشُّعَــراء والكتًّاب.
ـ هيَّا لا تضيّع الوقْت اعتَرف .
- الكلُّ كَان يُصْغي بكَثير مِن الدّهشَة ، ربَّما لمْ تظْهر انفَعالاَتهم بسبَب لبَاسِهم ، لكِن هَمساتِهم فيمَا بينْهم كانَت تُبْدي استنْكَارهِم للأَمْـــر
ـ انفَجَــر رئيسُهم غاضِبًا وصَرخ :
ـ يا لَك مِن مَاكِـــر ، أتطلب ذبِحك مِن أجْل أنْ تشْتهِـــر ؟ ، هذَا سيَكُون فِي أحْلامِك
ـ أعيدُوه حيث القُمامة ، سيَكون المَوت جُوعًا ،أقسَى عليْه من الذَّبح. 

حنكة حواء ـ الجزائر ـ

يتم التشغيل بواسطة Blogger.