افتتاحية العدد الجديد من مجلة الحكمة للدراسات اللغوية و الأدبية
إقرار بالمعروف العلمي
بقلم : رئيس التحرير : أ. د. علي ملاحي
لن نتردد في مجلة الحكمة من الإقرار العلمي بالجدارة المعرفية ، والإخلاص
العلمي لجامعتي بلعباس و ورقلة الخصبتين ،و قد أقرّ بذلك الأعداء قبل الأصدقاء، و
كان سبر الآراء فيصلا في هذا الشأن الذي حرص على ترتيب الجامعة الجزائرية ، التي
تشهد الكثير من الطموح والتحوّل والرغبة في دخول الكفاءة العلمية العالمية .
إن ما تقدمه كل من جامعة بلعباس وجامعة ورقلة من مردود علمي متميز يستحق
الاعتزاز والتنويه . رغم انه جهد متّصل بالمنظومة الجامعية الجزائرية ..وتفوّقهما
لا ينفصل عن الحركية المعرفية التي تسود الجامعة الجزائرية بشكل عام .
وبعيدا عن كل الحسابات الإعلامية يجدر بنا أن نشهد مع الشاهدين بأن هاتين
الجامعتين رفعتا هامة الجامعة الجزائرية .. بإخلاص . وحري بنا أن نقول بأن التجربة
العلمية في الجزائر بحاجة إلى تفعيل أكثر من قبل المعنيين المباشرين ، لان الدولة
الجزائرية قدّمت ما عليها وهي بريئة من أي نوع من التقصير .والكرة في يد الأسرة
العلمية والإدارية التي تحتاج إلى إثبات وجودها.
ان مجلة الحكمة التي دأبت على الاعتراف بفضل الجامعيين الجزائريين تدرك أن
عناية الجزائر بالأسرة الجامعية لن تذهب سدى . .وعلى الأسرة الجامعية أن تبذل قصارى
جهدها لتقديم المردود الجبار إلى الأسرة الجامعية العالمية ، التي لم تنفتح على
جامعاتنا الكبرى لمعرفة قدراتها الداخلية ، نتيجة بعض القصور الإداري في هذه
الجامعات من جهة ، ونتيجة بعض الظروف الداخلية لهذه الجامعات التي شهدت على مدار
السنوات الفارطة تآكلا داخليا هزّ اسمها العلمي ، وكانت بعض القلاقل التي قادتها
تنظيمات معينة لاعتبارات سياسية ، وتحت غطاء المطالب البيداغوجية أو العلمية سببا
في انكسار جناح جامعات كبرى مؤهلة لتكون في الريادة العلمية .
إن مجلة الحكمة بما تحمله من اعتزاز علمي لا يسعها إلا أن تبارك النشاطات
العلمية والبيداغوجية والمبادرات العلمية التي تشهدها جامعة ورقلة بفضل الجهود
المتكاملة لطاقمها العلمي والإداري ، وليس مبالغة إذا قلنا أن النشاط العلمي
والحرص الذي لمسناه عن قرب في المسؤول الأول لجامعة ورقلة الأستاذ الدكتور أحمد
بوطرفاية ، في أكثر من مناسبة .. جعلني اكتشف فيه ذلك الشخص النموذجي بمعنى الكلمة
..إذ يبدأ الحرص لديه من اهتمامه بأبسط موظف الى أعلى درجة علمية ..وقد شهدنا ذلك
من خلال حضورنا في المناقشات العلمية وتصحيح المسابقات وتأهيل الأساتذة ...
وأكاد أقول : ما رأيت شخصية علمية في منصب المسؤولية يتصرف بتلك اللباقة
والحذاقة الذكية كما لمستها في هذا الرجل ..وأنا أقول هذا الكلام من باب أخلاقي
بعيد عن كل ديماغوجية ، لأنني اعرف أن الرجل لا تهمه المجاملات ولا يأكل منها .
وربما كان فتح كلية الطب لديه في الأيام القريبة فقط من طرف السيد رئيس
الحكومة دليلا على النجاح الباهر الذي تشهده جامعة ورقلة من نشاط علمي دؤوب ،
ومحسوس .
في هذا السياق فان مجلة الحكمة لن تجد حرجا في الاعتراف بكل ما تقدمه
الجامعات الجزائرية كلها ، والتي نتمنى أن تكون المنافسة العلمية لديها مقياسا
حكيما في تسيير الجامعة .
.
الأمر نفسه نقوله في مجلة الحكمة بالنسبة لجامعة بلعباس ، التي تجعلنا
صلتنا البسيطة بها نتحاشى التأويل والتبجيل ، ولكننا نقول بصدق أن اعتراف الآخرين
بهذه الجامعة يفرض بدون شك أن نتوجه إلى القائمين على هذه الجامعة بتحية العرفان ،
ولا نجد حرجا في الانحناء للكفاءات العلمية بهذه الجامعة تقديرا لإخلاصها العلمي ..وهذا
هو مبتغى مجلة الحكمة ..بكل المعاني .
نعتز كل الاعتزاز بكل الذين يقضّون مضاجع الرداءة في كل مكان ، وفي كل
زاوية من زوايا الجامعة الجزائرية ، التي تشهد حركية كبيرة في السنوات الأخيرة ..ونحن
نراهن كل المراهنة على إخلاص الجيل العلمي الجديد ، القادر على الذهاب بعيدا
بالجامعة الجزائرية .. لذلك لا نشجّع ديماغوجية بعض العاجزين الذين يحلو لهم
الإطاحة بكبرياء الجامعة الجزائرية ..أننا واثقون مما نقول ..الجزائر اليوم ،وبكل
الوسائل تمتلك مؤهلات علمية رائعة ، وتؤطرها كفاءات هائلة ، وتصونها إرادة فذة ..
ومهما يكن ، فان مجلة الحكمة لن تصدّق دعاة التهويل ممن يشككون في الجهود
العلمية الجبارة للجامعة الجزائرية .. التي تمتلك كفاءات عالية كفيلة بان تصنع
المجد العلمي فلا تطعنوا كرامتها في الظهر ... ولكم أن تتصفّحوا نتائجها الباهرة التي
لم تكن عبثا ولم تنزل من السماء ..كل ما في الأمر أن يكون لنا عقل صادق وقلب هادف
وإخلاص للطاقات التي لا تنتهي .
كونوا حكماء واحكموا على الجامعة الجزائرية بحكمة ..واذكروا ما تحقق فقط
بصدق وأمانة .
: أ. د. علي ملاحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق