أعلان الهيدر

للنشر في مدونة محكمة النقد يرجى إرسال المادة مرفقة بالصورة على العنوان الآتي :
lagrahocine@gmail.com
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك.

الأربعاء، 8 أبريل 2015

الرئيسية قـــــراءة في رواية (فجر الغيطان ) للكاتب والصحفي "خليفة قعيد" ... بقلم الأستاذة : حنكة حواء ـ الوادي ـ الجزائر ـ

قـــــراءة في رواية (فجر الغيطان ) للكاتب والصحفي "خليفة قعيد" ... بقلم الأستاذة : حنكة حواء ـ الوادي ـ الجزائر ـ

 قـــــراءة في رواية (فجر الغيطان ) للكاتب والصحفي "خليفة قعيد" ...
بقلم الأستاذة : حنكة حواء ـ الوادي ـ الجزائر ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوّل ما شدني في الكتاب عنوانــه ربما لأني مغرمة بكلّ شيء يخصّ منطقة سوف من موروث شعبي إلى مميزات طبيعية عمرانية من رمال ونخيل وقباب ، ولعلها الصورة الموحية التي تلبس غلاف الرواية هو أيضا ما جذبني ، منظر النخيل وقت انبلاج الصبح ، وامتزاج أشعة الشمس التي تبدو ناعسة مع الغيم مكونة لونا ساحرا يشبه كثيرا وقت الغروب ، مع فارق أن اللّون يكون أكثر دفئا وأقلّ حدّة ، النخيل يبدو أكثر جمالا وهو ينزع عنه لباس النوم ، يتعرى ببطء ليلبس ثوب اخضراره ، من عرف الغيطان وكان برفقتها وقت الفجر ، مطلقا لن ينسى عطرها ، ذاك الذي يصاحب زفرات ريح الجنوب ، فيترك لك متنفسا ، أو يمنحك نفسا آخر لتقاوم ما ترسله من شعور الضيق والاختناق ، فتتوسّد الرمل منتشيَا ، تحتسي نظرات إعجاب لنخلة تتعرى دون خجل ، لتمنحك في نقطة التحول بين خيطي النهار من أسود إلى أبيض ، صورة للجمال تلتصق أبديا بالذاكرة .
*السؤال المطروح : ما قصد الكاتب بفجر الغيطان؟ ، أكان يحكي عن ما كانت تدور في الغيطان من أعمال تبدأ وقت الفجر ،بين رفع للرملة وعامل يتشارك وحماره التعب والجوع ؟ ، أم أنه كان يقصد أن للغيطان أيضا فجر يفضي حتما إلى صباح مشرق ، فبعد اندثار من يهتم به سيطلع فجـره؟، كلها تساؤلات ستظهر فيما بعد حين قراءتي للرواية

..................................................

** محتوى الرواية : تحوي 205 صفحة إجمالا ، من غلاف البداية حتى الورقة الأخيرة التي تحوي معلومات الطبع ، مقسمة إلى 30 فكرة ، مرقمّــة من 01 حتى 30 ، ابتدأ الكاتب الرواية بالدخول للنّص مباشرة وعرض الفكرة الأولى دون تقديم ، لعلّه من بين الكثير من الكتّاب الذّين يُؤمنون أن دمج القارئ في النّص مباشرة أفضل من مقدمة طويلة وإهداء و... قد تجعله يبتعد أو يملّ من تكملة قراءة النص القصصي أو الّرواية ، بالنسبة للغلاف فقد جاء في أوّله بصورة موحية مرتبطة بالعنوان ، وفي الأخير ضمّنه سيرة شخصية مقتضبة وعامة دون تفاصيل ، وفصل صغير أيضا من الرّواية ، كان من أروع الفصول ، يحكي واقع ارتباط سكان الصحراء بالنخيل وحبهم الكبير لهذه الثروة التي توارثوها أبا عن جد ، حبّ ينتهي أحيَانا بالمــوْت ، لعلّ الواحد منهم من كثرة عشقه للتربة والنخيل ، يستسلم لحبات الرمل الشقية ويتركها تردمه ، ليكون ضمن حكاية < عاشق انتهى يعانق رمله > .
ـ لغة الكاتب رغم بساطتها إلا أنها كانت سليمة ... مع بعض الأخطاء النادرة التي سقطت سهوا أو ربما كان للطبع بعض الأثر فجاءت مثلا الفواصل نقاطا ، وبعض همزات القطع وصلا ، كذا استخدامه للفعل المضارع ، الكاتب يعي تماما أهمية الفعل المضارع في تسلسل الأحداث وترابطها ، كذا الحركية التي يضفيها على الأحداث ، فجعل الحدث آنيا ليس كمن يحكي على شيء مضى ، كالفارق بين غصن يانع وغصن كان بالأمس يانعا.
.........................................
*موضـــــــــــوع الروايـــــــة :

تحكي الرواية قصة صالح ، اختيار الاسم هكذا لم يكن اعتباطا ، فمن يقرأ الرواية بالكامل سيرى أن صالح كان شاّبا صالحا ، اسم على مسمّى ، يسكن صالح الصحراء يعيش في بيئة تقدّس النخيل ولا تجد عملا غير غرسه وفناء العمر في رفع الرمل من الأسفل إلى الأعلى بحثا عن تربة قريبة للماء يرتوي بها النخل دون سقاية ، كان يرى في واقعه موت الكثيرين تحت الردم، ومنهم خاله "الجموعي" وغيره كثير ، يرى أيضا عجز والده عن العمل ، وأمه الرافضة أن يكون مصير ابنها كغيره ،تتمنى له حياة أفضل دون تعب ،تذمره من هكذا مستقبل ، بعد ذلك تخطب له أمه ابنة خاله" رقية "، وهي العنصر المحرك لأحداث كثيرة قادمة ، منها مساعدته في إدخاله لفرع شركة التمور الذي يبلي بلاء حسنا فيه ، وينتقل بعدها للمدينة بطلب من مدير الشركة ، المدينة أيضا عنصر محرك آخر ،تغير ظروفه هناك ، توظيفه، اصطدامه ببعض الشخصيات الفاعلة في الشركة ، رشيد ، صونيا ، أخوها كريم وامتزاجهم العائلي،السكرتيرة إلهام، والنادل موح ، صاحب قهوة الأهرام ، الصحافي حميد... اندماجه في حياة المدينة وشربه للخمر ، حبه لصونيا ، مع إخلاصه في عمله دوما، ، كأن من تربى بين النخيل والغيطان ، نقي السريرة لا يقبل غير وسط ناصع البياض ، فرغم ما في المدينة من تغيرات لحقت أسرته وحياته ظل كما هو ، وهذا ما جعل مدير الشركة "سي رشيد" ينقم منه ويدبر له المكائد من بينها تنزيل درجته من رئيس مصلحة إلى مكتب الأرشيف ثم تدبير حادثة اغتصاب السكرتيرة إلهام الملفّق ، طرده من العمل ومعاناة أسرته ، محاولة زوجته رقية السعي لمساعدته إلى أن تدخل الشركة التي كان زوجها عاملا بها كعاملة تنظيف ، بينما هو يشتغل في قهوة الأهرام ، يزداد العمل في المقهى ويفرح به صاحبها ، ورغم مرضه تتخلى عنه زوجته كون مدير الشركة قايضها إما تركه أو طردها ، فاختارت العمل على موت أطفالها جوعا ؛ تمسك صالح بإيمانه بالله ، مع أنه أحيانا كثيرة فكر بقتل رشيد والدخول للسجن ، علاقته الوطيدة بصاحب المقهى جعلته يتعاطف معه ومع قضيته يعرفه بالصحفي حميد وهو عنصر آخر محرك للأحداث ، حيث ساعده على نشر قضيته في الصحافة الوطنية وبعد لأي تم الاهتمام بالقضية ومتابعتها ، علاقته بالنادل موح في الخارج ، وتعرفه على ملفات مشبوهة ، حرصه على توصيلها للوزارة جعل رشيد يثور عليه وينصب له المكائد ،عودة موح لأرض الوطن غيرت مجرى الأحداث ، تزوج صالح من صونيا ، وإنجاب طفل له كان له بالغ الأثر على نفسيته ، واعتراف موح للأمن بكل الحقائق موثقة بملفات ، القبض على رشيد وجماعته وانتصار الحق وتعيين صالح من جديد مديرا للشركة وموت صونيا ، كونها رمت نفسها على سيارة خوفا من القبض عليها ودخولها السجن ، عودة رقية له وطلب السماح ، ثم أخيرا عودته إلى مسقط رأسه ،حيث الغيطان ،ليؤسس فرعا جديدا للشركة ويعيش بين أحضان النخيل ثانية ، لكأنه يسير في دائرة مغلقة ، وعلى حد قول المثل الشعبي " اللي رباته بلاد كلاته "، عودة صالح ستكون بداية جديدة أو فجرا جديدا للغيطان .

حنكة حواء ـ الوادي ـ

يتم التشغيل بواسطة Blogger.