أعلان الهيدر

للنشر في مدونة محكمة النقد يرجى إرسال المادة مرفقة بالصورة على العنوان الآتي :
lagrahocine@gmail.com
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك.

الاثنين، 20 أبريل 2015

الرئيسية الأستاذ : عصام علوش ـ سوريا ـ عبد الله بن قيس الرُّقَيَّات

الأستاذ : عصام علوش ـ سوريا ـ عبد الله بن قيس الرُّقَيَّات

الأستاذ : عصام علوش ـ سوريا ـ
عبد الله بن قيس الرُّقَيَّات
هو شاعر قريش في العصر الأمويِّ ، وشاعر مصعب بن الزبير رحمه الله ، خرج معه على عبد الملك بن مروان ، ومدحه بغُرِّ قصائده ، ولكنَّه بعد قَتْل مصعب بن الزبير هرب إلى الكوفة ، ثم انتقل إلى الشَّام ، فتوسَّط له عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عند عبد الملك بن مروان فعفا عنه . إنَّه عبد الله بن قيس الرُّقَيَّات الذي كان جديرًا بلقب شاعر قريش ، فمَن منَّا ينسى قصيدته المشهورة :
حَبـَّذا العَـيـْشُ حين قـوْمي جَـميـعٌ لم تُـفَـرِّقْ أمورَها الأهْـواءُ
قـبْـلَ أنْ تـطمـعَ الـقـبائلُ في مُـلْكِ قُـرَيْـشٍ وتَشْـمَـتَ الأعْـداءُ
أيـُّهـا الـمُـشْـتَهـي فَـناءَ قُـرَيـْـشٍ بـيـَـدِ اللهِ عُـمْـرُها والـفَـنـاءُ
إنْ تُـوَدِّعْ من الــبـلادِ قُــرَيـْـشٌ لا يـَـكُـنْ بـَعـْدَهُـمْ لـحَـيٍّ بَـقاءُ
ومنها في مصعب بن الزبير :
إنَّـمـا مُـصْعَـبٌ شِهـابٌ من الـلَّـهِ تجَلَّتْ عن وَجْـهِـهِ الظَّلْـماءُ
مُـلْـكُـــهُ مُـلْـكُ رَحْـمَـةٍ لـيْـسَ فـــيـهِ جَــبَــروتٌ ولا كـِـبـْرِيـاءُ
يـتـَّقي اللهَ في الأمـور وقـد أفْـــلَــحَ مـَن كـان هَـمَّـهُ الِاتِّــقـاءُ
يُروى أنَّ عبد الملك بعد أن عفا عنه قال له منتقدًا : قلتَ هذا لمصعب ! وقلتَ لي :
يَـعْـتَــدِلُ الـتَّاجُ فـوْق مَـفْـرِقـِـهِ عـلى جـبـيـنٍ كـأنـَّـهُ الـذَّهَـبُ !
أما لقد آمنْتُكَ وعَفَوْتُ عنكَ ، ولكنْ واللهِ لا تأخذ من عطاء المسلمين ولا درهمًا واحِدًا . عبدُ الله بنُ قيس الرَّقيَّات هذا قيل إنَّه لُقِّب بلقب " الرُّقيَّات " لأنَّه تغزَّل بثلاثِ نساءٍ كلُّ واحدةٍ فيهنَّ اسْمُها رُقيَّة ، وله في التَّغزُّل بهنَّ وبغيرهنَّ شعرٌ عذبٌ رقيقٌ جميلٌ ينساب كالماء السَّلسبيل ، ويسري كالنَّسيم العليل وقت السَّحَر أو وقت الأصيل يقول :
رُقَـيـَّةُ تـيـَّــمَـتْ قــلـبـي     فـوَا كـبـِـدي مـن الـحُــبِّ
وقــالــــوا داؤه طِـــــبٌّ     ألا بــلْ حُـــبـُّــهـا طِــبِّـي
نـهانـي إخْـوَتـي عَـنْهـا     ومـا لــلـقــلـبِ من ذَنْــبِ
وعـن صَـفْــراءَ آنِـسَــةٍ    كـخَـوْطِ الـبـانَــةِ الـرَّطْـبِ
وما أقــبَـلُ نُـصْحَ الـنَّـا صِــحي مـن شِـــــدَّةِ الـكـرْبِ
ويقول :
رُقـيّ بعُـمْـرِكُمْ لا تهْـجـُريـنـا
ومَـنِّـيـنا الـمُـنى ثم امْـطُلـيـنا
عِـديـنـا في غَـدٍ ما شِـئْـتِ إنَّا
نحِبُّ ولو مَطلْـتِ الواعِـديـنا
فـإمَّـا تُـنْـجِـزي عِـدَتـي وإمَّــا
نعـيُش بما نُـؤَمِّلُ منكِ حِــيـنا
تَـقِـنَّ اللهَ فـيَّ رُقَـيَّ واخْــــشَيْ
عُـقـوبـة أمْـرِنـا لا تـقْـتُـلـيــنا
وختامًا يقول وما أجملَ قوله ! :
أتَـكـْـني عن رُقَــيَّـةَ أم تَــبـــــــوحُ
ومِن تَـبَـعِ الـهَـوى حـيـنًا فُــضوحُ
أعـوذُ بـحُـجْـزَتـيـْـكِ رُقَـــــــيَّ إمَّـا
نـَــوالٌ مــنـكِ أو قــتـْــلٌ مُــريــحُ
إذا ذُكِــرَتْ سَـمِــيَّــتُـهـا كــــــأنِّـي
أرى كَــبـِـدي يُـلـيـحُ بـهـا مُــلـيـحُ
وقـالـوا دَعْ رُقـيـَّةَ واجْــتـنِــــبـْهـا
وتَــرْكِــيــها إذا خـرَجَ الـمَـسـيــحُ
ألــيـــس اللهُ يـَعـْـلَــمُ أنَّ حُـــــــبـِّي
    رُقَــيَّــةَ قـد تَــضــمَّـنَـهُ الـكُـشـوحُ ...
فـدَيْـتُـكِ فـيـمَ أُهْـجَـرُ لا بـــــــذنْـبٍ
وفــيــمَ وَوُدُّكُـمْ عِــنْــدي رَبــيــحُ ؟
كـأنِّي نـاقـةٌ مِـن غـِـبِّ وَعْــــــــكٍ
فـأمْـثَـلُ ما بيَ الـنـَّظَرُ الـصَّحـيـحُ
قلتُ لصديقي : يتغزَّلُ هو بثلاثِ رُقَيَّاتٍ وغيرُهُ لا يجد ولا رُقيَّةً واحدةً يتغزَّل بها !... نظرتُ إلى صديقي فوجدتُه لم يَأْبَهْ بقولي ، فسَكَتُّ .

عصام علوش ـ سوريا ـ
يتم التشغيل بواسطة Blogger.