بسم
الله الرّحمان الرّحيم
رأي
بقلم الأستاذ : محمد جربوعة
يقولون : 1200
مخمرة خلال 3 أسابيع .. يقولون : كل اللوم على شخص وزير أو على الحكومة أو النظام
..
ما اختلفنا ..لكن
لو لم يكن هناك مَن يشربها ، هل كان من الممكن فتح كل هذا العدد من المخمرات ؟
لماذا نحارب الصنم
الذي هو من حجارة ، ولا نحارب الذي يعبده وهو بشر من لحم ودم وعقل ؟
منذ سنوات حدثت
مجزرة في مدرسة أميركية ، حيث قام طالب بقتل زملائه ، وقيل حينها : ( إن السبب في وجود
الأسلحة ) .. بينما قال أحد العقلاء : ( ليس السبب في وجود السلاح ، بل في غياب الله)
..
انتشرت الرشوة
لأن الشعب ساهم في نشرها..وانتشرت المخدرات لأن الكثيرين من الشعب يستهلكونها .. وانتشر
الربا لأن الناس لا يتورعون عنه ..وانتشر الفساد لأن الناس يستوعبونه .. وتنتشر الخمر
اليوم لأن الشعب يريد ذلك..
لو فتحت مخمرة
في مدينة لا تستهلك الخمر ، لأعلنت إفلاسها وأغلقت ..
وليس المهم أن
تمنع شخصا من شرب الخمر وهو يريدها ، المهمّ أن تقنعه بحرمة الخمر..
الناس عندنا يسبون
الله بألفاظ جنسية ، والناس عندنا يعتبرون شتم أديب أو كاتب للإسلام وللنبي ، حرية
، والناس عندنا يظهرون شتم شخص ، لكنهم في الانتخابات لا ينتخبون غيره..
مشكلتنا الأساسية
هي ضعف الإسلام في النفوس والقلوب .. مشكلتنا الأساسية ليست في الخمر فقط ، بل في تمرد
الناس على الفطرة في كل شيء .. كل شيء..
لكم رأي آخر :
لا بأس.. دعونا إذن نفتح مكتبة لبيع المصاحف وكتب تعليم الخير ، في قرية فيها مخمرة
..ولنراقب أيّ المحلين يشهد إقبالا أكثر؟
يجب أن لا نكون
مثل الأحزاب السياسية التي تستغل حتى الزلازل للانتقاد النظام.. وإن لم نصارح أنفسنا
بحقيقة مرضنا ، فلن ننجو .. النظام موبوء .. لكن الشعب في عمومه موبوء أيضا ..
نحن بحاجة إلى
مشروع ثقافي ، اجتماعي ، تعليمي ، يعيد الجمال إلى قلوب الناس..
انتشار الورع وانتشار
الحرام ، أمران لا تحكمهما المراسيم والقوانين ..بل يحكمهما
انتشار الخير أو
الشر في الناس..
ولنفترض أنّ قرارا
رسميا منع الخمر أو الحشيش أو الربا ، فهل ينهي ذلك الأمر ؟ لن ينهيه ..وستنشأ أسواق
في الخفاء ..
هذا لا يعني طبعا
الموافقة على القوانين الأخيرة لبيع الخمور جهارا نهارا ، فالمجاهرة زيادة اثم وتحد
لله تعالى ..
غير أنّ كلامي
يعني بوضوح : نحن نغرق بكل الأوبئة والمحرمات والممنوعات والآفات .. فلنهتم بالإنسان
.. ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف حول الكعبة وفيها عشرات الأصنام ..وكانت
مهمته تحطيم الأصنام في قلوب الناس ، لا في الواقع ..
عبثا يريد الشعب
اليوم التملص من مسؤوليته في إباحة الخمر ، رغم أنه هو الذي اختار هذا النظام .. وعبثا
يحاول الشعب استنكار تقنين بيع الخمور ، هو الذي لم يهتم يوما بإيجاد قوانين تجرّم
من يشتم الله في الشارع بإصرار وضغط على الكلمات .. وهو الذي لم يستطع أن يضغط على
مصالح فرنسا في الجزائر في قضية عدوان شارلي إيبدو على رسول الله ..
ولقد رأيت بأمّ
عيني الشارع في العاصمة الجزائرية يحتشد للترحيب بالرئيس الفرنسي، بالزغاريد ..
نحن نعاني من العنف
والفساد والظلم والتطاول على المقدسات والثوابت .. الإعلام موبوء وسلك الشؤون الدينية
فيه مشاكل لا يعلمها إلا الله .. والمجال التربوي موبوء ، والمجال الرياضي موبوء ،
والأسرة تنهار ، والمخدرات بالأطنان .. والعوانس بالملايين ..
فعن أيّ خمر نتحدث
؟ وإنما حرمت الخمرة لأنها تذهب بالعقل ، فإن كانت العقول غير موجودة أصلا ، ومخدرة
أصلا ، فإنّ الخمر تحتاج إلى فتوى أخرى جديدة...
ودعونا من العنتريات
الفارغة ..
الأستاذ الشاعر : محمد جربوعة ـ الجزائر ـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق