عازف العود
للشاعر : جواد يونس أبو هليل ـ فلسطين
يـا عــازِفَ الْـعـودِ إِنَّ الْـعَـزْفَ أَشْـجـاني
أَطْــرَبْــتَ روحــــي بِـلَـحْـنٍ جِـــدِّ فَــتّـانِ
وَالـشِّـعْـرُ عِــنْـدِيَ عَـــزْفٌ كُـنْـتُ أُتْـقِـنُهُ
مِــــنْ قَــبْـلِ أَنْ تَـنْـثُـرَ الْأَيّـــامُ
أَوْزانـــي
فَــعــودِيَ الْــقَـلْـبُ وَالْأَوْتـــارُ أَوْرِدَتــــي
وَالـرّيـشَـةُ الْـهَـجْرُ يُـذْكـي نــارَ تَـحْـناني
أَمّــا الْأَنـامِـلُ فَـالْأَشْـواقُ، كَـمْ عَــــصَفَتْ
بِـقَـلْبِيَ الْـغَضِّ عَـصْفَ الْـخَوْفِ بِـالْجاني
يـا عـازِفَ الْـعودِ قَـسِّمْ لـي عَـلى مَــــهَلٍ
كَيْ يَشْرَبَ اللَّحْنَ قَلْبي الْعاشِقُ الْــــعاني
طَـــويــلٌ الــلَّــيْـلُ وَالْأَلْــحــانُ ســائِـــغَـةٌ
لِـلـسّـامِـعـينَ وَبَـــــدْرٍ ثَـــــمَّ سَـــــهْــرانِ
تَـراقَـصَ الـنَّـجْمُ فــي لَـيْلِ الْـهَوى طَـرَباً
لَـــمْ يَــبْـقَ فــيـهِ مَـــدارٌ غَــيْـرُ جَــــذْلانِ
إِنَّ الَّــــذي لَــــمْ يَــهُـزَّ الْــعـودُ
خـافِــقَـهُ
لَـفاسِدُ الـذَّوْقِ، بَـلْ مَـعْلولُ وِجْـدانِ
(1)
يــا عـــازِفَ الْـعـودِ إِنَّ الـشِّـعْرَ يَـعْـزِفُني
نــايــاً يُــــرَدِّدُ طــــولَ الــلَّـيْـلِ
أَلْــحـانـي
وَيَــغْـرِفُ الْــحَـرْفَ مِـنْ قَـلْـبـي وَيَـنْـثُرُهُ
عَــلـى الْـمَـرابِـدِ فـــي أَرْجــاءِ أَوْطـانـي
فَــالْــحُـزْنُ داءٌ وَإِنَّ الــلَّــحْـنَ بَــلْـسَـمُـهُ
كَــــمْ بَـــدَّدَ الـشِّـعْـرُ أَحْــزانـاً لِــــخِـلّانـي
يــا عــازِفَ الْـعودِ بـي شَـوْقٌ إِلـى فَـرَحٍ
كَـيْـمـا سَــنـاهُ يُـجَـلّـي عَــتْـــــمَ أَحْـزانـي
قَــدْ طــالَ لَـيْـلي وَضَــوْءُ الْـفَـجْرِ أَرْقُـبُـهُ
عِـشْرينَ عـاماً، وَبُـؤْسُ الْـقَلْبِ سَــجّاني
دَقّــــاتُ قَــلْـبِـيَ هـــذا الْــعــــودُ رَدَّدَهـــا
طُـبـولَ حَــرْبٍ عَـلـى هَـمّي وَأَشْـــــجاني
أَخـوضُ حَـرْباً عـلى حُزْني، عَلى كَمَدي
وَالْـعـودُ وَالــنّـايُ وَالْأَشْــعـارُ فُـرْسـانـي
رَبــيـعُ قَـلْـبـي كِــتـابُ اللهِ، أَحْــفَــظُ
مـــا
يُــيَــسِّــرُ اللهُ مِــــــنْ آيـــــاتِ قُـــــرْآنــي
فـــي الـلَّـيْـلِ أَتْــلـو كَـــلامَ اللهِ مُـبْـتَــــهِلاً
أَجْـلـو بِـهِ عَـنْ فُـؤْادي نُـكْتَةَ الـرّانِ
(2)
وَاللهَ أَدْعـــو، وَلا أَشْــكـو إِلـــى بَـــشَـرٍ،
أَنْــعِــمْ بِــــرَبٍّ غَــفـورِ الــذَّنْـبِ
رَحْــمـنِ
يــا رَبِّ إِنْ كُـنْـتَ مِــنْ ذَنْـبـي تُـطَــهِّرُني
بِــــذا الــشَّـقـاءِ فَــإِنّــي غَــيْـرُ حَــزْنـانِ
لـكِـنَّما الْـعَـفْوُ مِــنْ طَـبْـعِ الْـكَـريمِ،
فَـيـا
رَبّــي تَــجـاوَزْ عَـــنْ الْـخَـطّـاءِ وَالْـفـاني
البحرين، 09/04/2015 شعر : جواد يونس أبو هليل
الظهران، 11/04/2015
==================
(1) ينسب لحجة الإسلام
أبي حامد الغزالي أنه قال: " من لم يهزه العود وأوتاره، والربيع وأزهاره، والروض
وأطياره، فهو مريض المزاج يحتاج إلى علاج."
(2) الرّانُ: الصدأُ
يعلُو الشيءَ الجَلِيّ كالسيف والمرآة ونحوهما. ما غَطَّى على القلْب وركِبَه من القسوة
للذَّنب بعد الذنب. (المعجم الوسيط). قال تعالى: " كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ
مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" (المطففين: 14).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق