الشاعر : سلطان الجزائري ـ الجزائر ـ
من مجموعتي أوشحة النسيان
حين تتمزق الصورة
( 3 )
حيث تولد أنوثة حسن المدائن أي في رحابة ساحاتها يردد ذاك
الشاب أغنيات لا زال يذكرها من زمن المدرسة الابتدائية تتعلق في ذهنه رغم أنه قد شق
شرخ الصبا يسافر تحت الجوع و يمشي بين جدران الضباب باحثا عن مستقبل ما يتوسد أحجار
الموانئ مفترشا شبكات الصيد القديمة ،ينام على ألحان الموج الصاخبة متذوقا ملوحة الرذاذ
و الرطوبة ،يعانق روحه بين ذراعيه مغلقا عليها بأزرار معطفه لئلا تهرب بعيدا عنه
يرى مستقبله المذبوح بالسكاكين الدابرة يصارع للبقاء على
قيد الحياة ، يراقص أحلامه اليتيمة بأن يترامى في أحضان عشقه الأول ..لكن تلتف حوله
وساوس الأسى تهمس في أذنه تحرم نومه المعذب، يستيقظ و يجري هاربا تائها بين الشوارع
يبحث عن مكان يليق به ، و أخيرا.. هناك،في آخر الزقاق يفترسه الإعياء يمزق صورة باريس
الجميلة في عينيه و يفترش معطفه المتسخ الذي لا زال يحمل بعض بقايا نسمة الوطن ، و
يضع خده على يده ليغط في نومه العميق كطفل في جثة رجل أنهكته الحياة ... يوم آخر شاق
لشاب يحلم بأن يصبح باريسيا.
بقلم : سلطان الجزائري ـ الجزائر ـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق