الشاعر : جواد يونس
أبو هليل ـ فلسطين ـ
دوما
--------------
مَنْ حَرَّقَ الْعُزْلَ وَالْأَطْفــالَ فـــي (دوما)
*** في قَـــلْبِهِ الصَّلْدِ باتَ الْحِسُّ مَعْدوما
مِــنْ قَـبْـلِها غَــزَّةُ الْأَحْــرارِ حَـرَّقَـــها
*** صُـهْـيونُ، ما زالَ فـيها الْوَرْدُ مَـكْلوما
إِنْ قيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: الشّـامُ لي وَطَنٌ ***
مِزاجُــــــهُا في فُؤادي كانَ تَسْـــنيما
لا فَـرْقَ بَـيْنَ زُهـورِ الـلَّوْزِ فـي بَـــلَدي
*** (دورا) وَبَـيْنَ زُهـورِ الْفُلِّ في (دوما)
فَــكُـلُّ أَرْضٍ سُــيـوفُ اللهِ قَــدْ لَـمَــــعَتْ
*** فـيـها بِـــــلادي، بِـهـا أَزْدادُ تَـكْـريما
يا مَنْ حَرَقْتَ رِيـاضَ الْـوَرْدِ فـي صَـلَفٍ *** تَـــــــــصْلى
جَهَنَّمَ مَدْحوراً وَمَذْموما
فـيـهـا تَـــذوقُ عَــذابـاً لا مَـثـيـــــلَ لَــهُ
*** تُـجْـزى بِـظُـلْـــمِكَ غِـسْـليناً وَزَقّـومـا
تَـكْوي فُـؤادَكَ دَمْـعاتٌ لَـكَمْ حَــــــــرَقَتْ
*** قَلْباً، مِنَ الشّامِ أَمْضى الْعُمْرَ مَحْروما
مـا ذا بِـفِعْلِ الَّـذي فـي الْـحَرْبِ مُنْتَصِـرٌ
*** هـــــذا ارْتِعاشُ الَّذي قَدْ باتَ مَهْزوما
سَـيَسْمَعُ اللهُ في الْأَسْـــــــــــحارِ أَدْعِيَةً
*** لِقَلْبِ طِـفْلٍ غَدا في (حِمْصَ) مَهْموما
فَـلْتَصْبِروا يـا أُسـودَ اللهِ، قَـدْ أَزِفَـــــتْ
*** سُـوَيْعَةُ الْـنَّصْرِ، صارَ الْأَمْـرُ مَحْسوماً
سَـيَـقْصِمُ اللهُ مَـنْ يَـطْغى لِـيَمْنَحَكُـــــــمْ
*** نَــــصْراً عَـظيماً، فَـزيدوا اللهَ تَـعْظيما
سَـيُـهْزَمُ الْـجَـمْعُ مِـمَّـنْ رامَ فُـرْقَــــــتَنا
*** وَمَــنْ أَرادوا لِـشــــامِ الْـمَجْدِ تَـقْسيما
تَـكَـشَّفَ الْـغَـدْرُ مِـمَّـنْ أَهْــدَروا دَمَـنـــا
*** لَـمّـا تَـبَدّى حُـســــــامُ الْـعُرْبِ مَـثْلوما
قِـناعُهُمْ فَـضْلُ رَبِّ الـنّاسِ أَسْـقَــــــطَهُ
*** فَـقَدْ تَـجَـــــلّى خِـطابُ الْوَغْدِ مَسْموما
سَـيُـعْزَلُ الـنَّـذْلُ عَــنْ تـاريـخِ أُمَّـتِـــــنا
*** كـمـا بَـعـــيرٍ غَـدا فـي الْـعيرِ مَـجْذوما
فَـوَجْهُهُ الْـعارُ فـي (الْـجولانِ) لَطَّـــخَهُ ***
وَالظَّهْرُ في (إِدْلِبٍ) قَــدْ باتَ مَقْصوما
وَعَـقْـلُهُ فــي صَـحـارى الْـجَـهْلِ ضَـيَّـعَهُ ***
وَقَـلْـبُهُ كــانَ بـالْأَحْـقــــــادِ مَـخْـتوما
وَتِـلْكُمُ سُـنَّةُ الْـجَبَّارِ مِـنْ قِــــــــــــدَمٍ
*** فـي مَـنْ طَـغى، فـي كِـتابٍ كـانَ مَرْقوما
سَـتَـرْجِعُ الـشّـامُ أُغْـنِـيّاتِ عـاشِـقَــــــةٍ
*** رِداؤُهــا لَــــنْ يَـظَـلَّ الـدَّهْرَ مَـخْروما
وَيَـرْجِـعُ الْـبَـدْرُ فــي شَــوْقٍ يُـغــازِلُها
*** إِنّــي أَرى فَـــــرَجَ الـرَّحْـمنِ مَـحْـتوما
(نَـيْرونُ) حَـرَّقَها، لـكِنَّها سَـخِــــرَتْ ***
مِـنْ حُمْقِهِ، وَمَضَتْ تَجْني السَّنا (روما)
شعر : جواد يونس أبو
هليل ـ فلسطين ـ
الـظـهـران، 11/02/2015
جــواد يــونــس
مـــزيـــدة
ومــــنـقـحــــــة، 22/04/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق