أعلان الهيدر

للنشر في مدونة محكمة النقد يرجى إرسال المادة مرفقة بالصورة على العنوان الآتي :
lagrahocine@gmail.com
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك.

الخميس، 19 مارس 2015

الرئيسية الأستاذ : عصام علوش ... مَنِ الذي أضافَ الوَتَر الخامِسَ للعُودِ ؟

الأستاذ : عصام علوش ... مَنِ الذي أضافَ الوَتَر الخامِسَ للعُودِ ؟

  

                             الأستاذ : عصام علوش .

                                  مَنِ الذي أضافَ الوَتَر الخامِسَ للعُودِ؟

مَنِ الذي أضافَ الوَتَر الخامِسَ للعُودِ ؟ إنَّه زِرْيابُ بالتَّأكيد . زِرْيابُ هذا هو أبو الحَسَنِ عليُّ بْنُ نافع الَّذي تتلمَذَ على يَدِ إسْحق المَوْصِلي في بغداد ، ثم هاجر إلى بلاد الأندلس ، زِرْياب لم يكن له فضْلُ إضافة هذاالوَتَر للعُودِ فقط ، بل له فَضْلُ اخْتيارِهِ من الخَشَبِ الخَفيفِ واسْتخدام المِضْرابِ من قوادم النَّسْر ، وصناعة أوْتارِه من الحَرير أو من الأمْعاءِ الدَّقيقة للحيوان كما يُرْوى أنَّه أوَّلُ مَنِ ابْتكرَ فنَّ المُوَشَّحاتِ على خِلاف في هذا الأمْرِ ، وأنَّه أنشأ مدرسةً للغناء والرَّقص تعلَّم فيها كثيرٌمن المُغنِّينَ والمُغنِّيات قدِمُوا إليْها من شتَّى بقاع العالم ، يُعْزَى لزِرْياب أنَّه وضع للطبقات الرَّاقية في الأندلس قواعدَ وآدابًا في ترتيبِ مَوائدِ الطَّعام وطرائقِ تَناوُلِهِ تعتمد على الذَّوْقِ والأناقةِ وفنِّ الإتيكيت حتى سَمَّوْهُ : " مُعلِّم النَّاسِ المُروءة " فقد درَّبهم على اسْتِخْدام مناديل الطَّعام ، واسْتخدام آنيةِ الزُّجاج بدلًا من الأواني الفِضيَّةِ والذَّهِبيَّةِ ، واختيار أغطيةِ المَوائدِ من الجِلْدِ الأمْلس النَّاعم وإعداد مائدةِ الطعام مُرتَّبة ًترتيبًا خاصًّا تُقدَّمُ فيها أطباقُ الشّوربة السَّاخنة أوَّلًا ، تليها أطباقُ اللُّحوم والطيور المُتبَّلةِ بالبَهاراتِ ، ثم تُقدَّمُ أنواعُ الحَلويَّاتِ والفطائر المَحْشُوَّةِ بالجَوْزِ واللَّوْزِ والعَسَل ، والمُعجَّناتُ المُشْرَبَةُ بماء الوَرْدِ مَحْشُوَّةً بالفواكه المُعطَّرةِ والفُسْتُقِ والبُنْدُق ، وابْتكرَ لهم أنواعًا من الطعام كان عَرفها في بَغداد ، كما علَّمَهُمْ فنَّ التَّجْميلِ والعنايةِ بالبَشَرَةِ وتنظيِف الأسْنان بمَعْجونٍ أشْبَهَ ما يكون بمَعْجُونِ تنظيفِ الأسْنان في هذه الأيَّام ، وإزالة رائحةِ العرَق والشَّعْر الزَّائد ، وطُرُق الخِضاب ، واخترَع لهم تسريحاتٍ للشَّعر لم يكونوا يعرفونها من قبل ، ووضعَ لهم نِظامًا لارْتداء الأزْياء حَسبَ فصول السَّنة وتقلُّباتِ الأجْواء ....قلتُ لصديقي : كُنَّا بالشِّعْر والشَّواعِرِ والشُّعراء فصِرْنا بالمُطربينَ والمُطرباتِ والمُغنِّين والمُغنِّيات ، واللهُ أعلم بما هو آت ! فقال لي : لا تتفلسفْ . هل تدري أنَّ زرياب هذا كان شاعرًا مُجيدًا ، وأنَّه كانت له مَقدرةٌ فريدةٌ على تمييز الأصْواتِ الحَسَنةِ من الأصْواتِ الرَّديئة ، وأنَّه حُفِظَ لنا من شعره الذي غنَّاه :

عُـلِّــقْــتـُـهــا ريـْحــــــــانـَــة  هـَـيـْـفـاءَ عــــــاطِـرةً نـَضـــــــــــــــــــــــيـَرةْ
بَـيـْـنَ السَّمـيـنـةِ والهَـزيــــــــــلـةِ والطَّــــــويـلـةِ والـقـــــــــــــــــصـيـرة
للهِ أيــــَّـــــــــــــــــــــــامٌ لـــنــا سَلفَتْ عــــــلى دَيْـرِ الـــــــــمــَطــــــيـرَة
لا عَــيْــبَ فـيـهـا لـلمُـتَـيـَّـــــم غَـيْـرَ أنْ كــــــانتْ قــــــــــصيـرَةْ

وهل تدري أن الشِّعْرَ قوامُه ُالوَزْنُ واللَّحْنُ والانْسجامُ والتَّناسُقُ والتَّناغُمُ والموسيقى ، وهل تدري أنَّه لوْلا مُوسيقى الشِّعْرِ ومُوسيقى اللَّحْن ومُوسيقى الأداءِ لمَا طرِبَ أحَدٌ لأغنيةٍ تغُنَّى ؟ وهل تدري أنَّ ... ؟ وهل تدري أنَّ ... ؟ أخذ صديقي يُعَدِّدُ ويُعَدِّدُ ، فلم أجد مجالًا للتَّهرُّب من سُؤالي السَّاذج إلَّا أنْ أسأله : عن اسْم ( زِرْياب ) ما معناه ؟ ففطن لما َرمَيْتُ إليه ، وقال متبسِّمًا : هو طائرٌ أسْوَدُ اللَّوْنِ ، جميلُ الصَّوْت أشْبَهُ ما يكونُ بالشّحرور . فهلْ دريت ؟
 
الأستاذ : عصام علوش .

يتم التشغيل بواسطة Blogger.