ميداني بن عمر |
على بُردة المحبوب
--------------
الشاعر: ميداني بن عمر ـ الوادي -
الجزائر
--------------
غــابـت ســعـادُ وحـبـلُ الـحُـبِّ مـفـتولُ
وخَــاتَـمُ الـعُـرس فــي عـيـنيَّ مـذهـولُ
غــابــت فــمـا أذَّنــتْ فــجـرا جـوامـعُـنا
ولا اســتــراح عــلـى قـبـريـن مـقـتـــول
سـعـاد شـوكُ لـهيب غـاص فـي كـبــدي
والــعـمـر يــنــفـخ ، و الـدنــيـا أبـابـيـلُ
فــي دهـشـة الـعـالم الـمـرئي ألـمـحـها
تـطـيـر فــوقـي رؤى ، والـشَّـعر مـحـلولُ
يــا مُـنحنىَ جـسدي خـلف الـغيوب:أَنِخْ ..!!
بِـرَبْـعـها المـشـتهى ، فـالـقلب مـتـبولُ
يا ضـيعتي فـي العذارى ، يا وضوءَ يدي
فـي مَـاجِلِ الضوء ، صلّتْ بي المــراحيلُ
يَـهـيـم بـي تـعـبـي و الرِّجْـلُ حافــيـة
هـل طـوّحتْ عن أحبَّائي المراســـــيلُ ؟؟؟
* * *
* * *
يـا بُـردةَ الـمصطفى امـتدي إلى لـغتي
فــي آخـر الـرَّكب ، حـرفي فـيه مَـحْـبُول
و الــرَّمْـض يـلـفـح أقــدامـي و لا جـهـة
تـفـضـي إلـى الـنـبع والـرؤيـا شَـعَـاليلُ
صــافٍ تـرقـرق حـب الـمصطفى بـدمي
فـاغـرورقـت فـــوق أشعـاري الـمـواويلُ
تـوهـج الـعشق فـي صـدري فَـبُحتُ بـه
إلـى الـمداءات ...يا أهل الهوى ميلوا !!!
مـحـمـد ســاطـعُ الـسُّـكْـنَى بــأوردتـي
إن مَـــاسَ وردٌ ، أَوِ انْ رنَّـــتْ خـلاخـيـلُ
هــل لي بـبردة مـحبوبي و قـد فُـرِشتْ
فـــوق الـريـاحـين والأشــــعـار إكـلـيلُ ؟؟؟
هـل لـي إذا ازدحـم العشــــــاق في أفقي
عـلــى يــديـه ، و خـانـتـني الـتـفـاعيلُ
أو هـــبَّ مـــن مــرْجِـهِ نـعـنـاعُ سـيـرتِه
بِــشَــطّ قـافـيـتـي والــرِّيــقُ مــعـسـولُ
ألاَّ أُضَـــــوِّعَ دنـــيـــاكـــم بــعــنــبــرهِ
فـي جـمر شـعريَ ...فاضتْ بي التراتيلُ
نــهـرُ الـقـلوب الــذي يـهْـمي بـسـاحله
فــي لُـجَّة الـنور ، نـبضي فـيه مـغسولُ
مــا زاغ مـجرى دمـــي عـن فـيض كـوثرهِ
و لا اعــتــراه بـركــض الــفـلـك تـبـديـلُ
مـحـمـد رحــــمـةٌ تــسـري إلـــى غـــدنـا
فــــوق الـلـيـالـي و غــيــث الله تـنـزيـلُ
تـفـتَّـحـتْ وردةُ الإنــســان فــــي يــــده
لـلـعـالمين و ســيـف الــحـب مـســــلـولُ
فــاضـت مـصـابـيحُه ، فـلْـتـرتمِ شــهـبٌ
عـلـى الـسـلاسل !!! ولْـتهوِ الـتماثيلُ!!!
* * *
* * *
مــاذا دهــــى زمـنـي حـتى ازدرى قـمرًا
فـي سـقف أمـجادهم أعمى ومغـــــلولُ؟؟
عــواصـمٌ أشـهـرت فــي بـؤسـنا صــورا
أبـكـي و تـبـكي عـلى زنـدي الـتواسيلُ
نـسـيـتُ وعـــدَ رســـول الله فـانـخـلعتْ
أبـــوابُ بـيـتي وداس الـكـعـبةَ الـفـيـلُ
لـو كـنت أقـدر أن أمـشي عــلى قـدمي
فــوق الـنـجـوم لـطـارت بــي الـمـناديلُ
لــكــنـه الـــعــار كــمَّــاشًـا يــلاحـقـنـي
يـــا كـيـف أفـديـكَ ؟ و الـصـحراء بـرمـيلُ
أفـديـك ...؟ كـيـف ؟ رسـولَ الله يـــا ألَـقًا
في شُرفة الروح ... سجْن الــــروح مقفولُ
لـو أنهم سخروا من فُحش وجـهي الذي
شــاهـتْ رؤاهُ بـوحْـل الـخِـزي مـجــدولُ
لـصـدَّقَـتـهـم مـرايـاي الــتي بَــهُـتَـتْ
فــوق الـعـصور ونـجـم الـشّـرق مــأفـولُ
أنـــا الـــذي ضــيـع الأقـصـى بـسـيجارةٍ
أطـفـأتُـهـا و دُخَــــانُ الــحـرب مــبـلـولُ
أحـلـى رسـالة حُـبٍّ فـي الـسَّما كُـتبـتْ
ضيـعتُها – يـا هــوى-
وضـاع بي الـجيلُ
لــكـنَّ وجـــهَ حـبـيـبي فـــي ظـلامـكـمُ
نــورٌ يـفـيضُ و جـفـن الـغـيب مَـسْـدول
اللهُ مــن عـالـمٍ يـمـشي عـلـى رأســــه
فـي حُـلكة الـليل ،مـا فـي الحي قنديلُ
عـلَّمتَهم يـا حـبيبي أن يـطيروا سُـدًى
خـلف الشموس ، وفي صـــدري أساطيلُ
و الـيـوم مـا أكْـلَبَ الـفـجَّار عــن دمـنـا
أيـــن الـغـراب ؟؟ فـفـوق الـقـبر هـابـيلُ
مـا أضـيعَ الـعِيرَ و الـراعي عـلى مـرضٍ
يـرمـي عــصـاهُ و نـابُ الـذئـب مـفـلولُ
لـلـبـيتِ ربٌّ ونــحـن فـــي الـهـوى دُوَل
أجـسادنا مـن حـصى و الـعصف مـــأكولُ
حُـكَّـامُـنـا يــــا نــبــي الله مـا غـضـبـوا
مثـلي عـلـيك وأنْــفُ الـشّـعب مـمـلول
لـو فـي يـدي النَّفط يا حُبّي لـما سهموا
عـني و عـنك ، ودمـعي في الــمدى نيلُ
* * *
* * *
مــحــمـد مـنـتـهـى روحـي لـخـالـقـها
عــلـى صـراط حـنـيني والـمـدى غــولُ
أشـتـاق ...أشـتـاق أن أبـكي بــــلا تـعبٍ
عــلــى ذراعــك تـرمـيـني الـتـهـالـيلُ
أجـــري و أقــفــز والــفــردوس عـالـيـةٌ
نــاداك شـوقـي ونـبـض الـخط مـشغولُ
أُحـصِـي خـطاي بـضوء الـبرق مِـسبــحةً
مـا زال يـنـقـصني عـــن داركــم مِـيـلُ
* * *
* * *
سُــعــادُ جــنــة ربـي يـــوم واعــدنـي
جـاري الـنـبـيُّ ، وعـنـد الـبـاب جـبريلُ
شعر : ميداني بن عمر الوادي - الجزائر
* - ملاحظة : هذا النص شظية طاشت من مِجمَرة القلب على إثر الرسوم الدانماركية المشينة بأصحابها منذ أعوام ... لم يكن شعري –على ضحالته - يجرؤ قبلها على الاقتراب من المقام العلي و المهيب للرسول الأكرم -صلوات الله و سلامه عليه -
هناك تعليق واحد:
ياقوتة من عقد ميداني الجميل
نعم ضيعنا القدس كسيجارة مدخنة كما جرأنا أعداءنا على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم
إرسال تعليق