مساهمتنا
في ملحق "ديوان الحياة" لجريدة الحياة، حول سؤال خاص بمصداقية الجوائز
الأدبية ، عدد الاربعاء 2014/05/21.... الشكر موصول للمشرف عن الملحق
الاستاذ الخير شوار .. رابط العدد للتحميل /http://www.elhayat.net/IMG/pdf/pdf_146.pdf
قد لا نختلف في كون الجوائز الأدبية قد وجدت- بالأساس- لتشجيع التنافس
الإبداعي بين الأدباء والنقاد على حسب مادتها ، وبالتالي فهي مُحَـفِّـز
هام على التجديد والعطاء وتجويد ما
يُـقدَّم للقراء ولمتذوقي الإبداع الأدبي، ونجد هذا المُحفز مهم أكثر خاصة
في السنوات الأخيرة حيث نلاحظ تراجعا كبيرا في مستوى الإبداع الأدبي وعزوف
واضح على المقروئية ، فالهدف الأساسي من ترسيم هذه الجوائز هو الدفع
بالعملية الإبداعية نحو الأمام عطاءً وجودةً .
إلا أن السؤال المُلح
والمصاحب لهذه العملية هو . لماذا تثير هذه الجوائز كل هذا الجدل ؟ خاصة
وأن الأصوات المرتفعة منه تشكك في جدوى هذه الجوائز بل وتشكك في دوافعها
وأهدافها .. وللإجابة على هذا السؤال؛ ينبغي أن نعرج على سؤال آخر مهم
أيضا؛ وهو ، ما الدافع الحقيقي الذي جعل هذه المؤسسات تسعى إلى تأسيس مثل
هذه الجوائز ؟ وفي البداية علينا ألا نسارع إلى تعميم الحكم – مهما كان-
على جميع الجوائز ؛ خاصة ونحن قد غيَّبنا شاهدين أساسيين على مصداقية هذه
العملية وأهداف راعييها ؛ ونقصد بذلك القارئ وهو المعني الأساسي بالكتابة
الأدبية ثم الناقد وهو الحكم (الموضوعي) في هذه العملية ، ونكتفي بشاهدين -
فقط - لأننا لا نريد أن ندخل عامل آخر، نجده مؤثرا؛ وهو العامل الذي يؤخذ
به في الغرب، ونقصد بذلك مقياس التوزيع ورقم مبيعات الكتاب المرشح للجائزة
. وهو العامل الذي "أجَّـلناه" ولم ندخله في عملية الحكم على جودة الإبداع
الأدبي، وذلك حتى نتجنب سؤال الإشهار والدعاية للإنتاج الأدبي؛ الأمر غير
المتاح تسَاويهِ في البيئات العربية على الأقل في الوقت الراهن. فعلينا –
إذن- أن ندرك بأن القارئ الحصيف والناقد المتزن هما الحكمان الأساسيان على
جودة الإبداع الأدبي المقدم للجنة التقييم الخاصة بالجائزة .
كما علينا
ألا نتجاهل مصداقية أعضاء اللجان الموكل إليها عملية ترشيح الأعمال
الأدبية؛ فلطبيعة هذه الأسماء ووزنها النقدي مؤشر دلالي قد يوحي إلى حد ما
بميول وأهداف راعيي الجوائز الأدبية..
كما يمكن ملاحظة أنه حتى وإن وقع
الخلاف حول معايير ترشيح العمل الأدبي ، وعوامل نجاح هذا النص دون الآخر،
فإن الشك لا يتعلق بمعيار الجودة الفنية الخاصة بإخراج العمل الأدبي، وإنما
بما يتضمنه النص المبدع من محتويات ومغازي تحتمل تأويلات لخدمة توجهات
معينة . وهو جانب إيجابي يمكن تسجيله ؛ أما وإن أرادت هذه الجهات أن تقترب
أكثر إلى طمأنة المتابعين لشأن الجوائز، فعليها أن تسعى إلى البحث على
آليات جديدة لكسب ثقة المبدع والقارئ معا ، وذلك كأن تلغي فكرة مبادرة
المشاركة في المسابقة من طرف المبدع مباشرة ، وتحل محل ذلك عملية انتقاء
تلقائي يشرف عليها شخصيات أدبية معروفة أو فعاليات ثقافية ( أهلية) وفق
معايير نقدية معلنة مسبقا ، وتتم عملية الترشح محليا ثم عربيا حسب ضوابط
فنية واضحة ، على ألا يساهم المبدع في العملية إلى أن يفاجأ بالترشح أو
الفوز بالجائزة .
إن الدراسة المتأنية للعوامل المؤثرة في مسار الجوائز
الأدبية ، والتي ذكرنا بعضها، يمكن أن تفضي بنا إلى رؤية موضوعية هي خلاصة
تقييم مصداقية هذه الجوائز .
كما لا يمكننا أن نتجاهل مفعولها
الايجابي المحرك للعملية الإبداعية في الساحة الثقافية العربية، الموسومة
بالردة الثقافية، في غياب كل محفز إيجابي على الإبداع الأدبي ، فقط علينا
بشيء من التحري وبعض من التدقيق وكثير من الموضوعية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق