~ من حيث يولد الشموخ ~
لا سلام لمن لا ينحني للريح عند الألق
لا منحنى للريح غير الغضب
لا مقصد لها عند الغروب غير الثبات
الثبات وراء شخير الهذيان
فوق السحاب المحشو بالغدد الحديدية
ميلاد المطر عند الريح عنيد ، عنيف ، عسير
فليس ثمة ما يدعو لليسر
حيث الكساح مصلوب على خاصرة الولادة
ترى ، هل يتكدس العويل
الصياح
الصهيل
على قميص المطر
فيتبلل الشتاء لإنقاذ الولادة ؟
أم أن صراط المطر مثقوب
و حرب الطقوس جائعة لسقوط الريح ؟
علّ المولود يحظى بعاهة موسومة بالشتيمة
أنّ الغيوم حين بارت اعتصمت بالعُري و بالإغراء
علّ العفاف يصيبه الكسوف
فتغرق ضمائر الاتصال في جُبّ نشيدها الممسوس بعطش الأمومة
على الغيوم أن تخصب
أن تخضرّ
أن تمطر
و أن تلد المطر
رغم الأقاويل و على أنف الأكاذيب و الأعاصير
على المطر أن يكابد لإنجاب مولوده المنتظر
المضاد لتقلبات الريح
المنتصر على تضارب الأرواح عند الهتاف
ضدّ القواميس و النواميس
يُخيط العاصفة بإبر ولوجه
و يرمي بمقاييس النصر في سلة السماء
هل المطر متكئ الريح عند صولجان البحر و ازدحام البرق ؟
هل لهما أن يتحابا في نص واحد لا كلمات فيه إلاهما ؟
الجنين ، نار تتقد على أنقاض كادرة
تخربش تضاريس الصاعقة
تحتشد عند تمثال الريح و المطر
المولود من نسل الخريف و الشتاء
شاهق ، شامخ ، هائل بالسليقة
إنه الكرامة في كل الفصول و الأزمان و الأوطان
هو ذا سوسنة المجد
يا قادة يتجلى من محياها بيادر الرفعة و الشأن
و تاريخ أفق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق