الصورة الفنية في قصيدة "ولي قصة معك" للشاعرة حسناء الجزائر بقلم الناقد: عبد المجيد جابر
الصورة الفنية في قصيدة "ولي قصة معك" للشاعرة حسناء الجزائر بقلم الناقد: عبد المجيد جابر
أولا: القصيدة
حزينة كدمع تشرين
كئيبة كالنرجس
لا عطر لأحزانها
ولا تبكي كالياسمين
أبدا ...
لن يفارقني وجهك المخضب بالحنين
لك وحدك...
كشفتُ عن وهني وعن مطري
وعن وهمي وعن ضجري
و أبكاني وجع البيْن ...
لك وحدَك ...
انشرحتْ ...
صدور العبرات وما انقطعتْ
وكوفي وما أظنها تستطيع
لك وحدك...
وعدي المتيم ينحني بطهر رحيقك للصلاة
وتنتظر ساعاتي الفجر
وأجلس أمام تمثالك دهر
لك وحدك...
تنقشع غيوم ذاكرتي وتتبدد
أمام وجهك الذي بالشوق ملبد
بعذاب الفراق وبالقهر...
وبيني وبينك بحر
لا يهدأ كفاجعتي...
التمثال ٢٢
لك وحدك...
كل تماثيل الهوى
ترقص في سكوت
تقيم سهرتها المغلقة
تتمتم شدوا مقدسا كالملكوت
تتعاقب على شفتيك
كاسات خمرها الأحمر
وأنت في صمتك تبتسم
وفي هيبة...
تواصل بالحيرة رقصها
بالدمع وبالخيبة
ما من تماثيل تقرأ عينيك
غير أصنام تقيم
في وجع شجوني وفي الصميم...
لا جدوى لأن تنساني ولو...
تتحداني برهبة
ولو تغادر...
مجالس التماثيل الحزينة
ولو تهاجر...
إلى آخر الدنيا ولو تكابر ...
بيأسٍ أشواقك الدفينة
ولو تتاجر...
بدمعاتك المسكينة
مجانا في مزادات الرغبة
لا جدوى لأن تنساني
يا رجل الألغاز الصعبة
التمثال ٢٣
لك وحدك...
انتظر شمسي الغريقة في الشفق
دون ملل...
وأهواك دون أمل
وأبتسم...
لانتظارك في الغياب أبتسم
وملامحك كل أصيل ترتسم
على زبد الشاطئ ورمل النسيان...
كم أحبها...
وهي وحي كتابتي
وسر جمال اللوحات
كم أحبها...
وبعندها لا تتنازل وبصدقها تسلبني كل الكلمات
وتتركني تائهة في العدم
لا بداية لي ولا نهاية
ولا معنى دونها للحكاية
كم أحبهّا...
ولأجلي تصّلي للفصول
لأجل وجهي الخرافي
ويلبسها الذهول ...
كمعبد أثينّي
وتنحني... بصلابة أمام يدي
بكل حجمها الرجولي.ّ..
كم أحبهّا...
وهي تعبث لاغية كل قوانين البشر
وطقوسهم في العشق...
تركض كل صباح بين جفني والأفق
باحثةً عن وجدي بوفاء
صافية كالسماء...
ثانيا: التحليل الأدبي
تقول الشاعرة في مستهل نصها:
"حزينة كدمع تشرين/ كئيبة كالنرجس/ لا عطر لأحزانها/ ولا تبكي كالياسمين /أبدا ... / لن يفارقني وجهك المخضب بالحنين"
عنوان النص "
"ولي قصة معك" وهي من نص طويل يحمل عنوان "التماثيل"، ويتكون العنوان من
جملة اسمية وشبه جملة، ولقد قدمت الشاعرة الخبر "لي" وحقه التأخير على
المبتدأ "قصة" وحقه التقديم، وهذا انزياح تركيبي.
ومعنى "القصة" في
المعاجم: القِصّة الأَمرُ والحديثُ واقْتَصَصْت الحديث رَوَيْته على وجهه
وقَصَّ عليه الخبَرَ قصصاً ...والقَصُّ البيان والقَصَصُ بالفتح الاسم
والقاصُّ الذي يأْتي بالقِصّة على وجهها كأَنه يَتَتَبّع معانيَها(1).
وقد اقْتَصَّ الحديث رواه على وجهه، وقَصًّ الحديث رواه على وجهه وقَصَّ
عليه الخبر قَصَصا،ً والاسم أيضا القَصَصُ بالفتح وضع موضع المصدر حتى صار
أغلب عليه والقِصَصُ بالكسر جمع القِصَّةِ التي تكتب(2).
أما معنى القصة الدلالي هنا فيعني الأحداث التي جرت للشاعرة مع من تحب، وتريد أن ترويها لنا بأسلوب قصصي شاعري موحٍ.
وتنجح الشاعرة وحالفها التوفيق في اختيارها لعنوان نصها، والعنوان "نظام
دلاليٌّ رامز له بنيته السطحية، ومستواه العميق مثله مثل النّص تمامًا(3).
و"يمثل العنوان العبارة المفتاحية للنص، مهما كان النوع الأدبي، سواء كان
قصة أو شعراً أو رواية أو مقالة، فالعنوان هو أول ما يفاجئ القارئ، وعليه
فإما أن يجذب القارئ أو يبعده، أو يبقيه على الحياد مع نص قد يكون غنياً أو
عادياً، إضافة لما في العنوان من دلالات معرفية ذات أبعاد مختلفة الأطياف،
تكشف عن ثقافة صاحب النص، وغوصه في المكنون الفكري الذي يستلهمه أو يعيشه
أو ينتظره، من الماضي والمعاش إلى الحالة المستقبلية، لذا أولى النقاد
مسألة العنوان أهمية كبرى، وكانت له مكانته في الدراسات النقدية النصية(4).
جو النص:
قصة حب حزينة منتهية بوهمية قارنتها الشاعرة بفصول
السنة، تموت فيها الطبيعة كي تحيا في ربيع قادم ... وكذلك الشاعرة تحيا
بحبها وآمالها أو تموت في مأساتها وأشوقها و ندمها. ...
"حزينة كدمع
تشرين": وتشرين رمز لذلك، وقصدت به ميلاد جديد، فهي من مواليد هذا الشهر
أيضا، شهر تشرين الثاني ...هي قصيدة تمثل حال الشاعرة، فهي لا تشبه إلا
نفسها، ووجع لا يشبه إلا نفسه، فهي حينما تندم على من ألفتهم بعمق وكشفت
لهم عن أسرارها وخباياها ومكنون فكرها وانكساراتها ونقاط ضعفها لهم، فهي
تفاجأ بأن لا تجد منهم من يشاركها حزنها، فعملها كله دون جدوى، فمن لا يقدر
المحبة لا يمكن لخصاله أن تعلمه الإحسان. وفي السطر انزياح بالحذف،
والتقدير: "أنا حزينة كدمع تشرين، وفيه أيضا انزياح إضافي يتمثل في
المفاجأة التي ينتجها حصول اللامنتظر من خلال المنتظر؛ أي أن يتوقع المتلقي
مضافاً إليه يتلاءم والمضاف، كأن يتوقع بعد كلمة "كدمع" وجود مضاف إليه
مناسب مثل"الطفل" ، غير أن الشاعرة تضيف إليها كلمة "تشرين" فيصبح لدينا
انزياح إضافي شعري بحت. أو إن شئت استعارة مكنية، فقد شبهت الشاعرة شهر
تشرين بإنسان يبكي وله دمع، والاستعارة "تعطيك الكثير باليسير من اللفظ،
حتى تخرج من الصدفة الواحدة عدة من الدرر، وتجني من الغصن الواحد أنواعا من
الثمر(5) ، أو مجاز مرسل علاقته الزمانية.
وتشبه الشاعرة حزنها بدمع تشرين، تشبيه مرسل مجمل، وتستخدم الشاعرة التشبيه هنا للتجسيم وتصوير الفكرة وبيانها وتوضيحها.
"كئيبة كالنرجس": وتشبه الشاعرة كآبتها بكآبة النرجس، تشبيه مرسل مجمل،
والقصد التصوير والتجسيم والإيحاء؛ والمقصود بالإيحاء أن تثير الصورة خيال
المتلقي، وأن تدفعه إلى أبعد مما قالته الشاعرة. فالشاعرة تظهر حزنها
وألمها العميق جراء ما تعانيه ممن أحبت ووثقت به.
"لا عطر لأحزانها": فحزنها يخلو من كل بارقة أمل واستخدمت الشاعرة "لا" النافية للجنس لتفيد العموم والشمول.
"ولا تبكي كالياسمين /أبدا ...": كناية في كل عن حزنها الدفين في قلبها،
فالبكاء يخفف عن النفس كربتها، لكن الشاعرة لهول ما فوجئت به مات الدمع في
جفنيها، واستخدمت الشاعرة "أبَدًا" ، وهي ظرف زمان للمستقبل، استعملته مع
النفي للتأكيد، تأكيد نفي بكائها مستقبلا، وتدُل على الاستمرار، استمرارية
أحزانها.
" لن يفارقني وجهك المخضب بالحنين": وهنا تنتقل الشاعرة
لأسلوب الالتفات، ويُعرِّف أهل البلاغة هذا الأسلوب بأنه "انصراف المتكلم
من الإخبار إلى المخاطبة، ومن المخاطبة إلى الإخبار". ويُعرَّف أيضاً بأنه
"إخراج الكلام من أحد طرق التعبير الثلاثة: التكلم، والخطاب، والغيبة، إلى
طريق آخر من هذه الطرق الثلاثة". واستخدمت شاعرتنا أسلوب الالتفات، فانتقلت
من الإخبار عن الغائب إلى الأخبار عن المتكلم، لما في هذا الأسلوب من
تجديد في التعبير عن المعنى بعينه؛ تحاشياً من تكرر الأسلوب الواحد عدة
مرات، فيحصل بتجديد الأسلوب تجديد نشاط السامع، كي لا يمل من إعادة أسلوب
بعينه، قال السكاكي في "مفتاح العلوم" بعد أن ذكر أن العرب يستكثرون من
(الالتفات): "أفتراهم يحسنون قِرى الأشباح، فيخالفون بين لون ولون وطعم
وطعم، ولا يحسنون قِرى الأرواح، فيخالفون بين أسلوب وأسلوب". والسطر: كناية
عن حزن الشاعرة بذكرى علاقتها بالحبيب،
وفي عبارة "المخضب بالحنين"
فيها أيضا انزياح إضافي يتمثل في المفاجأة التي ينتجها حصول اللامنتظر من
خلال المنتظر؛ أي أن يتوقع المتلقي أن تضاف كلمة "المخضب" إلى ما يناسبها
مثل وجود كلمة "الحناء"، ، لكن يتفاجأ بوجود كلمة أخرى غي متوقعة وهي كلمة
"بالحنين" وكل ذلك براعة من الشاعرة لخلق صورة فنية عذبة من خلال تجربتها
الشعرية، فهي فنانة ترسم بريشتها صورة عذبة تمد شعرها بالقوة والخيال، و"
قوة الشعر تتجلى في الصور التي تملك من الإمكانات الفنية والقيم ما يمكنها
من التَّعبير عن التجربة الشعورية ودقائقها والإيحاء بظلالها(6)
والصورة الشعرية كما يرى بريتون "الأداة الرئيسية لخلق عالم جديد نحلم به
ونحله محل العالم القديم ليست شيئاً سوى ما يدعوه الشاعر بالصورة(7) .
وتقول الشاعرة:
"لك وحدك.../ كشفتُ عن وهني وعن مطري/ وعن وهمي وعن ضجري/ وأبكاني وجع البيْن ..."
"لك وحدك..." وهنا أسندت الشاعرة " لك" الخبر، وهو خاص بالحبيب، للمبتدأ
"وحدك" المسند إليه؛ أي أن بوح الشاعرة خاص لحبيبها وبمن كانت قد وثقت به،
وفي السطر انزياح تركيبي، والانزياح التركيبي يتمثل في مخالفة التراتبية
المألوفة في النظام الجملي، فقد قدّمت الشاعرة الخبر "لك" وهو ما حقه
التأخير على المبتدأ "وحدك" وهو ما حقه التقديم.
"كشفتُ عن وهني وعن
مطري": كناية عن قوة الرابطة التي كانت تربط الشاعرة بحبيبها الذي وثقت به،
وفي عبارة ""كشفتُ عن وهني": كناية عن أن الشاعرة كانت بتصرفاتها قد أظهرت
لحبيبها مواطن ضعفها وما يحزنها، وفي عبارة: "كشفت عن...مطري" كناية عن أن
الشاعرة كانت قد أظهرت لحبيبها مواطن قوتها وما يعجبها.
"وعن وهمي وعن
ضجري": كناية عن أن الشاعرة كانت قد بيّنت لحبيبها عما تتوهم به وما تتضجر
منه. وكل هذا يدل على الثقة التي بنتها الشاعرة بمن أحبت ولم يفِ بإخلاصه
لها، وتجانس الشاعرة بين كل من "وهني" و"وهمي" جناس غير تام.
"وأبكاني
وجع البيْن ...": كناية عن انقطاع علاقة الشاعرة بمن أحبت، وهنا تبدع
الشاعرة في توظيف الكناية في نصها ،" فإذا كانت الكناية معنى المعنى فإن
لفظها محتمل للمعنى، ومعنى المعنى في الوقت ذاته، فمن وقف على المعنى فهو
في إطار الحقيقة ومحيطها، ومن انتهى إلى معنى المعنى فقد تجاوز الحقيقة
والتعبير المباشر(8).
والشاعرة تقول: "وجع البين" ولم تقل"ألم البين"
فالوجع أشد ألما وأعمق أثرا، وللشاعرة لغة تفهمها هي اللغة الشعرية،
و"اللغة هي التي تفتح لنا العالم، لأنها وحدها التي تعطينا إمكان الإقامة
بالقرب من موجود منفتح من قبل... وكل ما هو كائن لا يمكن أن يكون إلا في
(معبد اللغة)... اللغة تقول الوجود، كما يقول القاضي القانون. واللغة
الصحيحة هي خصوصاً تلك التي ينطق بها الشاعر، بكلامه الحافل. أما الكلام
الزائف فهو كلام المحادثات اليومية. إن هذا الكلام سقوط، وانهيار.(9)
وتستمر الشاعرة في شدوها:
"لك وحدَك .../ انشرحتْ .../ صدور العبرات وما انقطعتْ/ وكوفي وما أظنها تستطيع"
"لك وحدَك ...": وتحسن شاعرتنا مواضع التكرار، للتأكيد وربط بنى النص، وخلق إيقاع عذب يسري في جسد النص.
"انشرحتْ ..." و"صدور العبرات وما انقطعتْ": وهنا تشبه الشاعرة العبرات
والدموع بإنسان له صدر يفرح وينشرح صدره، فالشاعرة تبكي حالها لمن اطمأنت
له وهو حبيبها، وكانت دوما مستمرة ببث حزنها له ولم تنقطع عن ذلك.
"وكوفي وما أظنها تستطيع": وتستمر دموع الشاعرة في الهطول لهول مأساتها،
وفي السطر انزياح بالحذف والتقدير: وكوفي وما أظنها تستطيع التوقف.
وتقول الشاعرة:
"لك وحدك.../ وعدي المتيم ينحني بطهر رحيقك للصلاة/ وتنتظر ساعاتي الفجر/ وأجلس أمام تمثالك دهر"
وتستخدم شاعرتنا هدى في سطورها أسلوب الخطاب كثيرا للتحبب، وبيان القرب
الذي كان بينها وبين حبيبها، في نحو: لك، وحدك، تمثالك، رحيقك، تنتظر...
"لك وحدك.../ وعدي المتيم ينحني بطهر رحيقك للصلاة": كناية عن الوفاء
والهيام وطهر العلاقة الذي قطعتها الشاعرة على نفسها أمام من أحبت.
وتنتظر ساعاتي الفجر: كناية عن لوعة الحب وإخلاص الشاعرة.
وأجلس أمام تمثالك دهر: كناية عن أن الشاعرة كانت قد وهبت نفسها وحبها لمن
أحبت وتنتظره دوما. وشاعرتنا تهتم بالصور الفنية العذبة وهي في غالبيتها
صور نابضة حرّكتها تجربتها الشعرية، فلقد اهتمت بالصور المركبة كما أنها
اعتنت بصورها المفردة وملكت زمام تقنياتها و"لعل خير بداية ننطلق منها
للحديث عن تقنيات الصورة المفردة أن نتذكر أمرين يخصَّان القصيدة المعاصرة.
أولهما أنها ألغت ثنائية التعبير المعروفة: فكرة+ صورة، وجعلت التعبير عن
الفكرة يتمُّ من خلال الصورة أو بالصورة، وثانيهما أنها رأت في الصورة أداة
الخلق أو التعبير الوحيدة عن التجربة الشعورية بأبعادها كلها ومضامينها
وخصائصها. أي جعلت من الصورة المكِّون الرئيس لها"(10)
"لك وحدك.../ تنقشع غيوم ذاكرتي وتتبدد/ أمام وجهك الذي بالشوق ملبد
/بعذاب الفراق وبالقهر.../ وبيني و بينك بحر/ لا يهدأ كفاجعتي..."
"لك وحدك..." وتعود الشاعرة لتكرار اللازمة.
"تنقشع غيوم ذاكرتي وتتبدد": وهنا تشبه الشاعرة الذاكرة بسماء تنقشع
غيومها وتتبدد، استعارة مكنية. وفي عبارة "غيوم ذاكرتي" انزياح إضافي.
وتهتم الشاعرة كثيرا في الانزياح والانحراف وتلونه بأشكاله المختلفة والمتعددة،
"في النثر يقدم الأديب المعنى بينما يُقَدِّم الشاعر في قصائده "معنى
المعنى " والانحراف في معناه الواسع، هو كل خروج –غير مُبَرَّر- على أصول
قاعديّة مُتَعَارَفٍ عليها، ويمكن حصر الانحرافات الشعريّة بالوقوف على
الأشكال البلاغيّة والأسلوبية التي يطرحها علم النص، والتي تعتمد بالدرجة
الأولى على حصر الانحرافات الشعرية، وهو يَتِمُّ، أولاً، طبقاً للمستويات
الصوتية والدلاليّة، ثم يتم طبقاً للوظائف التقابليّة بأنماطها الإسنادية
والتحديديّة والتراكمية، الأمر الذي يسمح مثلاً بالتمييز بين عامل إسنادي،
وهو الاستعارة، وعامل تحديدي وهو الوصف، وآخر تركيبي وهو عدم الترابط(11).
وهنا ترادف بين كلمتي "تنقشع" و"تتبدد".
"أمام وجهك الذي بالشوق ملبد": كناية عن اشتياق الشاعرة لمن أحبت، وفي
عبارة "الذي بالشوق ملبد" انزياح تركيبي، فقد قدمت ما حقه التأخير شبه
الجملة "بالشوق" على ماحقه التقديم "ملبد"
"بعذاب الفراق و بالقهر...": كناية عن الألم الذي لحق بالشاعرة جراء فقدهما للحب فيما بينهما.
"وبيني و بينك بحر": كناية عن العواصف الهوج التي بين الشاعرة ومن أحبت
بعد فراقهما. وهنا تتشابه القافية صوت الراء في هذا السطر مع القافية في
السطر السابق، لتوليد إيقاع عذب، وصوت الراء يفيد التكرار والترجيح كما يرى
علماء الأصوات، فالقهر يولد تكرار الألم في النفس وللبحر تكرار وترجيحات
الموج بتلاطمه واضطرابه.
"وهذا التوزيع العفوي للقوافي "يضفي على
القصيدة جواً موسيقياً داخلياً وهذا الجو الموسيقي غالباً ما يكون خافتاً
هادئاً، أي ليس مجهوراً وواضحاً كما يحدث في ورود القوافي بالطريقة
التقليدية (12).
"لا يهدأ كفاجعتي...": كناية عما لحق الشاعرة من قهر واضطراب جراء الفراق.
وتقول الشاعرة في التمثال ٢٢:
"لك وحدك.../ كل تماثيل الهوى/ ترقص في سكوت/ تقيم سهرتها المغلقة/ تتمتم
شدوا مقدسا كالملكوت/ تتعاقب على شفتيك/ كاسات خمرها الأحمر/ وأنت في صمتك
تبتسم/ وفي هيبة.../ تواصل بالحيرة رقصها/ بالدمع وبالخيبة"
وتكثر
الشاعرة من اتكائها على الفعل المضارع؛ لبث الحيوية والنشاط ولتوليد
الحركة، وتبيان استمرارية المأساة، كما في نحو: ترقص وتقيم، وتتمم،
وتتعاقب، وتبتسم، وتواصل.
"التمثال ٢٢": ومقطوعتنا من مطولة تحمل
التماثيل تربو عن الثلاثين تمثالا، والتمثال رمز لحكاية أو قصة أو شاهد
ذكرى للشاعرة يبين لوعتها او حرقتها أو وجعها أو ندمها.
"لك وحدك...": وتكرر الشاعرة اللازمة، وتخص حديثها لمن أحبت وعشقت.
"كل تماثيل الهوى": كناية عن إخلاص الشاعرة في حبها.
"ترقص في سكوت" و"تقيم سهرتها المغلقة" و"تتمتم شدوا مقدسا كالملكوت"
و"تتعاقب على شفتيك" و"كاسات خمرها الأحمر" و"وأنت في صمتك تبتسم": كناية
في كل عن فرح الحبيب بمأساة الشاعرة، والكناية لفظ أو تعبير لا يراد ظاهر
معناه ولكن ما يرمز إليه. وأثر الكناية: يأتي بالمعنى مصحوباً بالدليل في
إيجاز وتجسيم.
"وفي هيبة...": كناية عن عدم مبالاة الحبيب.
"تواصل بالحيرة رقصها": كناية عن استمرار ألم الشاعرة.
"بالدمع و بالخيبة": كناية عن النهاية المفجعة لقصة هذا الحب.
ونلاحظ أن أفعال المضارعة مبدوءة بصوت التاء، كما في مثل: ترقص وتقيم،
وتتمم، وتتعاقب، وتبتسم، وتواصل. ولعل الصورة المرئية لهذا الصوت يفيد
الحركة والتعاقب كتعاقب الدمعات وموجات الحزن.
وتشدو شاعرتنا:
"ما
من تماثيل تقرأ عينيك/ غير أصنام تقيم/ في وجع شجوني وفي الصميم.../ لا
جدوى لأن تنساني ولو.../ تتحداني برهبة/ ولو تغادر.../ مجالس التماثيل
الحزينة/ ولو تهاجر.../ إلى آخر الدنيا ولو تكابر .../ بيأسٍ أشواقك
الدفينة/ ولو تتاجر.../ بدمعاتك المسكينة/ مجانا في مزادات الرغبة/ لا جدوى
لأن تنساني/ يا رجل الألغاز الصعبة"
"ما من تماثيل تقرأ عينيك" و"غير أصنام تقيم": كناية في كل عن غموض الحبيب وجموده.
"في وجع شجوني وفي الصميم...": كناية عن أن تصرفات من أحبته الشاعرة أصبحت مؤذية لها ولمشاعرها وأحاسيسها ونبضات قلبها.
"لا جدوى لأن تنساني ولو..." و"تتحداني برهبة": كناية عن عدم مقدرة الحبيب
نسيان من أحب وهي الشاعرة، وتستخدم الشاعرة حرف الشرط "لو"، و" لو " حرف
شرط يفيد الامتناع لامتناع، والمقصود من الامتناع أن الربط بين جملتي الشرط
والجواب، يكون ربطا سلبيا. فالتعليق لم يكن لتوقف وجود الجواب على وجود
الشرط، وإنما لأن الربط بين الشرط والجواب يقوم على انعدام الجواب لانعدام
الشرط، وقد استخدمت الشاعرة ظاهرة الحذف، في قولها: ولو تتحداني برهبة":
حيث حذفت جواب الشرط وهذا انزياح، والتقدير: "ولو تتحداني برهبة فلا جدوى
لان تنساني"
"ولو تغادر...": كناية عن تحدي الشاعرة لمن أحبت بمقدرته
ترك حبه لها، فالشاعرة واثقة بأن حبيبها يتظاهر بقطع علاقته بها، لكنه في
واقع الأمر هو عاجز، وتستخدم الشاعرة أسلوب الإيجاز بالحذف، حيث حذفت جواب
الشرط وهذا انزياح، والتقدير: "ولو تغادر فلا جدوى لان تنساني"
"مجالس التماثيل الحزينة": كناية عن صور الأحزان المتتابعة والمتلاحقة.
"ولو تهاجر...": وهنا إيجاز بالحذف، والتقدير:"ولو تهاجر فلا جدوى لأن تنساني"
"إلى آخر الدنيا ولو تكابر ...": واستخدمت أيضا أسلوب حذف جواب الشرط في هذا السطر، والتقدير:" ولو تكابر فلا جدوى لأن تنساني".
"بيأسٍ أشواقك الدفينة": كناية عن أن الحبيب لا يظهر حبه وشوقه للحبيبة،
كيلا يبتذل عواطفه، فحبه لها مغروس في أعماق ذاته، وإن يتظاهر عكس ذلك.
"ولو تتاجر..." و"بدمعاتك المسكينة": وتستخدم الشاعرة أيضا أسلوب حذف جواب
الشرط في هذا السطر، والتقدير:" ولو تتاجر بدمعاتك المسكينة فلا جدوى لأن
تنساني".
"مجانا في مزادات الرغبة": كناية عن رغبات الحبيب في إخفاء حبه للشاعرة.
"لا جدوى لأن تنساني": وتعود الشاعرة لظاهرة التكرار رغبة في التأكيد
وإيجاد إيقاع عذب في ثنايا سطور القصيدة ولربط لبناتها في وحدة واحدة.
"يا رجل الألغاز الصعبة": وهنا تنتقل الشاعرة من الأسلوب الخبري الذي
اعتمدت عليه كثيرا في نصها فاستخدمت أسلوب المتكلم لتأكيد الذات، في نحو:
تنساني، تتحداني، بيني، وعدي، فاجعتي، ساعاتي...
والجمالية في شعر
الحداثة تتمثل هنا في استخدام الشاعرة لأسلوب التكرار والإيجاز بالحذف وهذا
يدخل في مجال ظاهرة الانزياح و"إن الاختلاف في التعامل مع الأشياء، في شعر
الحداثة، لا يحيل على الاختلاف في طبيعة التحريضات الجمالية للأشياء، في
الذات المبدعة فحسب. بل يحيل أيضاً على انتفاء النمطية الواحدة أو الموحّدة
في الطرح الفني. فعلى الرغم من أن للحداثة وعياً جمالياً موحداً، إلا أنها
لا تنطوي على نمطية فنية واحدة، وما اشتمال الحداثة على عدة تيارات شعرية
إلا دليل على ذلك. صحيح أن هنالك نواظم مشتركة، ولكن هنالك أيضاً فوارق
ملحوظة بين تلك التيارات ولا شك في أن كلّ ذلك ينسجم ومفهوم الجمال الذي
يُشترط فيه التميّز والحرية والحيوية، بحسب الوعي الحداثي(13). والشاعرة
هنا تحسن التنويع والإتيان بملامح جمالية متعددة.
وفي هذا السطر انتقلت الشاعرة للأسلوب الإنشائي فاستخدمت أسلوب النداء ليفيد التعجب.
وتستمر الشاعرة في نصها:
التمثال ٢٣
"لك وحدك.../ انتظر شمسي الغريقة في الشفق/ دون ملل.../ وأهواك دون أمل/
وأبتسم.../ لانتظارك في الغياب أبتسم/ وملامحك كل أصيل ترتسم/ على زبد
الشاطئ ورمل النسيان..."
"التمثال ٢٣":
"لك وحدك...": وتخص الشاعرة محبوبها وحده الشوق والشكوى والبوح دون غيره، وتكرر الشاعرة اللازمة.
"انتظر شمسي الغريقة في الشفق": فالشاعرة تنتظر حبيبها لقاءً أو تفكيرا مع
شمس الأصيل، و"الأَصِيلُ" : الوقت حين تصفرّ الشمسُ لمغربها. والجمع:
أُصُل، وأُصْلاَن، وآصَال، وأَصَائِلُ(14) .
"دون ملل... ": كناية عن حبها للقاء الحبيب او التفكير فيه.
"وأهواك دون أمل": كناية عن حبها الكبير للحبيب، وتتشابه القافية في هذا السطر مع قافية السطر السابق عليه.
"وأبتسم... " و"لانتظارك في الغياب أبتسم": صورة الشاعرة تنتظر مقدم
محبوبها وقت الغياب وتعلو شفتيها البسمة، وتؤكد الشاعرة فرحتها بلقائه عن
طريق أسلوب التكرار للفعل "أبتسم"
"وملامحك كل أصيل ترتسم": صورة
الحبيب لا يغادر مخيلة المحبوبة دوما قبيل مغيب الشمس، ولقد كررت الشاعرة
في كلمات: ابتسم وترتسم أصوات كل من التاء والسين والميم، لخلق إيقاع عذب
في ثنايا القصيدة. وتجانس الشاعرة بين كل من "أبتسم" و"ترتسم". ويعنى شعر
الحداثة، بالصورة الفنية بما ينسجم مع رؤى وفكر بيلنسكي، في تعريفه للفن،
حيث يرى أن " الفن تفكير في صور (15)
"على زبد الشاطئ ورمل النسيان...":
وفي عبارة "زبد الشاطئ" انزياح إضافي يتمثل في المفاجأة التي ينتجها حصول
اللامنتظر من خلال المنتظر؛ أي أن يتوقع المتلقي أن تضاف كلمة "زبد" إلى ما
يناسبها مثل وجود كلمة "البحر"، ، لكن يتفاجأ بوجود كلمة أخرى غير متوقعة
وهي كلمة "الشاطئ" وكذلك الحال في عبارة "ورمل النسيان" كل ذلك براعة من
الشاعرة لخلق صورة فنية عذبة من خلال تجربتها الشعرية.
إن جمالية
الانزياح تتمثل في أن تخلق اللغة الإبداعية هوامش رحبة وواسعة، على حساب
اللغة المعجمية وانطلاقاً منها، ففيها يتأتى للقارئ الإقبال على العمل
الفني الأدبي، وتذوقه وتفهمه واستيعابه بلهفة وشوق، ويتسم ببعض السمات
المصاحبة له كالابتكار والجدة والنضارة والإثارة، ويتم به الاستمتاع الذهني
والوجداني ويتولد منه التشويق والاقتناع به فنياً وجمالياً.
"كم
أحبها.../ وهي وحي كتابتي/ وسر جمال اللوحات/ كم أحبها.../ وبعندها لا
تتنازل و بصدقها تسلبني كل الكلمات/ وتتركني تائهة في العدم/ لا بداية لي
ولا نهاية/ ولا معنى دونها للحكاية"
"كم أحبها... ": و"كم" هنا "كم" التكثيرية بمعنى كثير، فالشاعرة تحب كثيرا ارتسام حبيبها ساعة الأصيل في مخيلتها.
"وهي وحي كتابتي": كناية عن أن الحبيب ملهم لوجدان الشاعرة وشاعريتها.
"وسر جمال اللوحات": كناية عن أن من أحبته الشاعرة ملهما لها في رسم صورها الشعرية والفنية العذبة.
"كم أحبها... ": وتعود الشاعرة للتكرار بغية صيدها لإيقاع جميل في ثنايا
سطورها، ولتأكيد المعنى، ولربط أجزاء القصيدة. وتهتم الشاعرة في اللغة
اهتماما خاصا "فاللغة هي التي تصوغ الاستعارة والرمز والتَّشبيه، ولكن
الصورة لا تقف عند أي واحدة من هذه، إلا إذا تضمنت عناصر الأدب الأخرى،
لذلك تعرض البحث خلال الحديث عن الصورة للموضوعات مرة وللقضايا البلاغية
مرة أخرى، لمعرفتنا أنَّ " التعبير بالصورة هو الخاصية الأساسية منذ تكلم
الإنسان البدائي شعراً(16).
"وبعندها لا تتنازل وبصدقها تسلبني كل الكلمات": كناية عن تعلق الشاعرة بمن أحبت وبصوره وبالتفكير فيه دوما وخاصة قبيل مغيب الشمس.
"وتتركني تائهة في العدم": كناية عن ذهول الشاعرة بفكرها وأحاسيسها. "
فإذا كانت الكناية معنى المعنى فإن لفظها محتمل للمعنى، ومعنى المعنى في
الوقت ذاته، فمن وقف على المعنى فهو في إطار الحقيقة ومحيطها، ومن انتهى
إلى معنى المعنى فقد تجاوز الحقيقة والتعبير المباشر(17).
"لا بداية
لي ولا نهاية": وتستخدم الشاعرة الطباق، فقد طابقت بين كل من "بداية"
و"نهاية"، والإتيان بالطباق يفيد توكيد المعنى وتوضيحه.
"ولا معنى
دونها للحكاية": حلاوة التفكير بالحبيب وتوقع مقدمة هو ما يكسب قصة حياة
الشاعرة رونقها، وبدون ذلك لا معنى لبوحها ولا لشعرها.
وتقول:
"كم أحبهّا.../ ولأجلي تصّلي للفصول/ لأجل وجهي الخرافي/ ويلبسها الذهول
.../ كمعبد أثينّي/ وتنحني... بصلابة أمام يدي/ بكل حجمها الرجولي.ّ.."
"كم أحبهّا...": وهنا تعود الشاعرة للتكرار لما له من فوائد فنية.
"ولأجلي تصّلي للفصول": كناية عن تعلق الشاعرة بملامح من أحبت وتخيلها وقت الأصيل.
"لأجل وجهي الخرافي" و"ويلبسها الذهول ... " و""كمعبد أثينّي": كناية في
كل عن ذهول الشاعرة وهي سارحة في التفكير بملامح الحبيب. وهنا تلجأ الشاعرة
للتشبيه، فهي تشبه الذهول الذي يعتري قسمات وجهها بمعبد أثيني قداسة،
تشبيه مرسل مجمل.
"وتنحني... بصلابة أمام يدي" و"بكل حجمها الرجولي.ّ.. ": كناية عن المطاوعة المنقادة.
وتنهي الشاعرة مقطعها الثالث والعشرين بقولها:
"كم أحبهّا.../ وهي تعبث لاغية كل قوانين البشر/ وطقوسهم في العشق.../
تركض كل صباح بين جفني والأفق/ باحثةً عن وجدي بوفاء/ صافية كالسماء ..."
"كم أحبهّا...": وتكرر الشاعرة حبها في تخيلها لملامح الحبيب وقت الأصيل.
"وهي تعبث لاغية كل قوانين البشر": كناية عما يفعله تخيلها للحبيب في روحها من تأثير لا يخطر على عقل بشر.
"وطقوسهم في العشق..." و "تركض كل صباح بين جفني والأفق": كناية عن إلحاح
العشق في روح الشاعرة وسيطرته على كيانها ليس في وقت الأصيل فقط بل أيضا في
كل صباح.
"باحثةً عن وجدي بوفاء" و"صافية كالسماء ...": كناية في كل عن طهر وصفاء عشق الشاعرة من أحبت، والتشبيه في السطر الأخير مرسل مجمل.
وخلاصة القول أن شاعرتنا يمتاز شعرها بما يمتاز به شعر الحداثة، وهو
انعكاس عن تجربتها الذاتية المتمرسة، فقد اهتمت شاعرتنا هدى بصورها الشعرية
بما فيها من الإبداع وليس التقليد بعيدا عن الزركشة والتجميل، وهي تعتني
بالإيقاع العذب في ثنايا سطورها، وتتسم بالوحدة الموضوعية والوحدة العضوية
والصدق الفني
"أما الصفات التي تتصف بها الصورة الحداثية، أو المعاصرة، بحسب تعبير اليافي، فيمكن إجمالها بالأمور التالية:
آـ تعد الصورة الفنية أحد مكونين اثنين، في القصيدة المعاصرة، وقد عبرت عن
تجارب الشعراء رؤية وبناء، أما المكون الثاني فهو الإيقاع.
ب ـ إن
أساس الصورة الفنية يكمن في الخلق، لا في المحاكاة، كما كان سائداً في
الشعر العربي، ومن ذلك، فقد تخلت الصورة المعاصرة عن وظائف الصورة
التقليدية في الشرح والتزيين.
ج ـ أضحت الصورة، في الشعر المعاصر،
وسيلة الخلق والكشف والرؤيا وأداة التعبير الوحيدة عن العلاقة المتشابكة
المعقدة مابين الأنا ـ الآخر، الداخل ـ الخارج.
د ـ تلاحمت الصورة بشكل أوضح وأقوى مع أنساقها الخارجية والداخلية.
هـ ـ من الصعوبة الحديث عن بنية عامة ثابتة للصورة، في القصيدة المعاصرة(18).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
....................................
اللواحق:
1. انظر: لسان العرب، ابن منظور، ص388ج 7، دار الحديث، القاهرة، 2002
2. مختار الصحاح، الرازي، 538، دار الفكر، لبنان، 1981.
3. سيمياء العنوان، د. بسام موسى قطّوس، ص: 37.، مطبعة البهجة/ بدعم من وزارة الثقافة ـ عمان ـ الأردن.
4. في نظرية العنوان، مفتاح النص وجوهره، صحيفة الوطن، الأحد 03/31/2013 .
5. أسرار البلاغة، عبد القاهر الجرجاني، 36-37 المحقق: محمود شاكر أبو فهر; الناشر: مكتبة الخانجي; سنة النشر: 1991
6. التصوير الشعري. التجربة الشعورية وأدوات رسم الصورة، ص 11، المنشأة الشعبية للنشر والتوزيع والإعلان – ليبيا – ط1/1980م
7. ينظر: في النقد التحليلي للقصيدة المعاصرة، د. أحمد درويش، ص185، مطبعة الفجر الجديد، د.ط ، د.ت.
8. الكناية ، تأليف محمد جابر فياض، ص 84 ، دار المنار، الطبعة الأولى، 1409هـ
9. موسوعة الفلسفة، عبد الرحمن بدوي، ج2 ص 604 ،المؤسسة العربية للدراسات والنشر ط1، 1984
10. الصورة في القصيدة العربية المعاصرة، اليافي، ص: 26. مجلة "الموقف الأدبي"، العدد: 255/256. دمشق، 1992
11. بلاغة الخطاب وعلم النص، د.صلاح فضل، ص 58، المجلس الوطني للثقافة، عالم المعرفة –الكويت.
12. دير الملاك، دراسة نقدية للظواهر الفنية في الشعر العراقي المعاصر، د.
محسن أطيمش، ص 340، منشورات وزارة الثقافة والإعلام، 1982، بغداد..
13. وعـــي الحــداثــة ( دراسات جمالية في الحداثة الشعرية )ص56، د. ســعد الـدين كـليب دراسة، من منشورات اتحاد الكتاب العرب.
14. المعجم الوسيط، د. إبراهيم أنيس ورفاقه، ص 40، ط2، القاهرة، 1972.
15. نصوص مختارة، بيلنسكي، ف. غ ، تر: يوسف حلاق، ص:83، وزارة الثقافة، دمشق، 1980.
16. الصورة والبناء الشعري، د. محمد حسن عبد الله ، ص 12، دار المعارف، القاهرة، 1981 م
17. الكناية، محمد جابر فياض، ص 84، دار المنار، الطبعة الأولى، 1409هـ.
18. ينظر: وعـــي الحــداثــة ( دراسات جمالية في الحداثة الشعرية ) - د. ســعد الـدين كـليب ص12 -13، دراسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق