أعلان الهيدر

للنشر في مدونة محكمة النقد يرجى إرسال المادة مرفقة بالصورة على العنوان الآتي :
lagrahocine@gmail.com
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك.

الخميس، 2 يوليو 2020

الرئيسية لا لتوريط المسجد في عصيان الرسول صلى الله عليه وسلم / بقلم: محمد جربوعة ..

لا لتوريط المسجد في عصيان الرسول صلى الله عليه وسلم / بقلم: محمد جربوعة ..



لا لتوريط المسجد في عصيان الرسول صلى الله عليه وسلم
محمد جربوعة
بدل اكتشاف ومعرفة ما يريده الله تعالى من عباده حين يرسل إليهم بالآيات المخوّفة ، تعلو الأصوات بفتح ىالمساجد، والمزايدة بحب الإسلام وجَعْل المطالبة بفتح المساجد دليلا على ذلك..
بدل العودة إلى الله تعالى، تزداد مسرحيات القوم في إظهار الورع والتقوى بالمطالبة بفتح المساجد، بينما الوباء يحصد الأرواح حصدا ..
في الوقت الذي يجب أن يظهر الورع في الالتزام بتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم للناس زمن الطاعون، بالتباعد، وبعدم السفر والاختلاط، وبأن لا يخرجوا من بلدة مصابة وبأن لا يدخلوا بلدة تفشى فيها، يظهر الورع في الدعوة إلى فتح المساجد على غرار الأسواق والمقاهي..
أي دين هذا الذي يُطلب من معتنقه أن يلزم التباعد، فيقول: يجب أن لا نتباعد في المساجد؛ لأن أهل الأسواق والحمامات والمقاهي لا يتباعدون ..
ثم .. ما الذي ناله الله تعالى من صلاة الناس قرونا ؟ وما الذي استفاد الإسلام من ذلك، والكثير من بارونات المخدرات والمفسدين في الأرض هم من يستولون على الصف الأول في المسجد؟
أي صلاة لهذه الجماعات الشعوبية التي استولت على المساجد والتدريس والخطابة فيها زمنا، لينتهي بها الأمر إلى أن تفتي لمحتلين الأعاجم باستحلال دماء المسلمين وأرضهم؟
إن الله تعالى لا يريدنا أتقياء في المساجد، بينما بناتنا يمارسن الفساد في الشارع وأبناؤنا يبيعون الزطلة طيلة الليل ونساؤنا ينبشن القبور ويدفن عقد السحر.
الإسلام ليس دينا علمانيا ، لتمارس فيه التقوى في المسجد والعصيان في ما دونه..
والربا والفواحش والظلم والخمر والمخدرات والسرقة والقتل وسب الله ورسوله، نعم سب الله ورسوله ..
وبدل أن نعتبر الكورونا رسالة من الله تعالى إلينا:وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا (، وأن نعيد النظر في تديننا، تجاهلنا تخويف الله وبلاءه، وواصلنا عبثنا الديني، ومحاولة خداع الله تعالى بأن أرواحنا تشتاق إلى المساجد ..
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)).
لقد عمّ الظلم في العالم، واستشرى الفساد، وزاد الشرك، وصارت دماء المسلمين المستضعفين مشاعا ..
قُتل أطفال سوريا وشكوا إلى الله دون أن يتحرك المطالبون اليوم بفتح المسجد بنجدتهم .. بل هناك من اصطف مع الأتراك ومع الإيرانيين ومع نظام الأسد ضدهم..
ودنس الإسرائيليون الأقصى، قبلة المسلمين الأولى ومسرى الرسول، ولم تسلْ من عين أحد من المطالبين اليوم بفتح المساجد دمعة حزنا..
وأحرقت المساجد في بغداد الرشيد، ولم يحزن عليها رواد المساجد الذين يطالبون اليوم بفتحها..
ودمر شعب مسلم في اليمن، شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالحكمة والإيمان .. ولم يهتم المطالبون اليوم بفتح المساجد..
فأي مساجد هذه التي يجب أن تفتح ؟ وماذا نفعل فيها حين نعيد فتحها ؟ نستمر في الكذب فيها على الله ودفن رؤوسنا في الرمل بينما الفساد والظلم يخنق العالم؟ أم نستمر للاستماع فيها لدروس أناس يشاركون اليوم في احتلال ليبيا وسوريا وقتل أهلهما، ويصفقون للحوثي وهو يقصف البلد الذي دعا له إبراهيم بأن يكون آمنا؟
لقد خالف الناس أمر النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الطاعون، فعلوا ذلك إشباعا لرغبات الأكل والشرب وإقامة الأعراس والجلوس في المقاهي، فازداد الوضع سوءا واشتد .. ثم هم اليوم يريدون توريط المسجد نفسه وتحويله إلى بؤرة من بؤر عصيان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
من أراد أن يهمل حديث الرسول في الطاعون، فليفعل ذلك في المقهى وفي العرس وفي سوق المواشي، لا في المسجد..
ألم ندرك بعد أن الله مستغن عن صلاتنا نحن الذين نصلي في المسجد ونشهد الزور في المحكمة ونطفف الميزان في السوق ونتاجر، ونخلع عباءة العبادة بعد الوتر لنبيع الزطلة طيلة الليل إلى صلاة الفجر ؟
هذا الكلام قد لا يعجب الشعوبيين الذين جعلوا الإسلام صلاة، بلا يهم بعدها دعم الشذوذ والتطبيع والافتاء بقتل المسلمين واحتلال أراضيهم..
وقد لا يعجب المرتزقين بالدين ..
وقد لا يعجب الذين لا فرق عندهم بين المسجد والمقهى..
وقد لا يعجب الذين يحبون المساجد ويحبون معها بيوت الفساد بقلب واحد ..
وقد لا يعجب الذين يرون أنهم يضمنون الجنة بصلاتهم ، وأن الله تعالى لا يطالبهم بشيء بعد ذلك..
لكن الشاعر هو الأقدر دوما على التمرد وعلى مصارحة الناس بالواقع الذي لا يستطيع غيره قوله لهم..
يا قوم ... نحن لا نزال نسب الله في الشارع سبا لم يسبه إياه الكفار في الجاهلية ..
فهل الواجب أن نتصالح مع الله ونعلن الندم وأن نبدأ صفحة جديدة ؟
أم الواجب في أن يعاد فتح المساجد لكي نعود إلى ما كنا عليه ؟
نحن لم نكن مذعنين لله تعالى حتى في تطبيق حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد تسببنا بهمجيتنا وجهلنا ونزواتنا التافهة في الحصول على قهوة في مقهى أو وجبة في عرس ، في موت المئات..
فأي مساجد نطالب بفتحها مع كل هذا الكم من النزوات والبدائية والهمجية؟
من لم يرتفع عن عقلية ( القطيع) لا يجب عليه أن يتحدث عما يصلح للأمة .. فبين القطيع والأمة بون كبير..
مارسوا جنونكم كما تشاؤون... واعصوا رسول الله ..وتسببوا في قتل أنفسكم وقتلكم.. لكن لا تورطوا المساجد في همجيتكم هذه .. فالمساجد تصطف اليوم مع حديث الرسول في الطاعون، لا مع الذين يرفضون تطبيق توجيهات النبي .
قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا سمعتم به في أرض فلا تقدموا عليها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه((.
وقال صلى الله عليه وسلم: (فر من المجذوم فرارك من الأسد).
كلمة أخيرة لكل متنطع ممن تاجروا بالدين زمنا:
مهما حاولت أن تكون الورع التقي البطل في هذه الظروف بالمطالبة بفتح المساجد ، فإن هناك بطلا واحدا هو ذاك الطبيب أو الممرض المسلم الذي ترك عائلته ووضع روحه على يديه وهو يخوض المعركة...
وحين يخوض الرجال معركة إحياء الأنفس، تكون أنت كعابد الحرمين حين قال له ابن المبارك: ( يا عابد الحرمين لو أبصرتنا**
لعلمت أنك في العبادة تلعب) وفرق بين من يحيي الأنفس ويعرض نفسه للخطر، وبين من يريد زيادة تأزيم الوضع ونشر الوباء بفتح المساجد..
إن كنت ورعا تقيا فعلا وتريد الجنة، فالتمسها في التطوع لمساعدة المصابين الذين انقطعت بهم السبل ..
أعلى النموذج
أسفل النموذج


يتم التشغيل بواسطة Blogger.