أعلان الهيدر

للنشر في مدونة محكمة النقد يرجى إرسال المادة مرفقة بالصورة على العنوان الآتي :
lagrahocine@gmail.com
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك.

السبت، 4 يوليو 2020

الرئيسية توأمي في الإسم والصعلكة عبد الوهاب فتحي/ بقلم: عبد الوهاب بوشنة ـ أدرار

توأمي في الإسم والصعلكة عبد الوهاب فتحي/ بقلم: عبد الوهاب بوشنة ـ أدرار


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏جبل‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏
توأمي في الإسم والصعلكة عبد الوهاب فتحي ذو الثامنة عشر ربيعا دائما ما يشركني في مائدته الشعرية العامرة بكل أنواع الدهشة وقد اجتمعت فيه دماء الإيموهاغ بأستاذية الشاعر مبروك بالنوي ودماء العرب الأقحاح بقرابة الشاعر عبد القادر أحمد أعبيد ، فدمج بين روحانية إقليم تيديكلت وعظمة إقليم الهڨار بين جنبيه .
..
كان من عادة قبائل العرب دعوة الأضياف من القبائل الأخرى المجاورة كلما نبغ فيها شاعرٌ موهوب أو برز محارب صنديد يبزّ أقرانه ، أقول بكل مسؤولية وشفافية أنّه لم يعرف الحبو في الشعر إطلاقا ووُلِد واقفا لكن عليه أن يعلم أن الوقوف وحده لا ينفع في نضج التجربة فهو معرض للسقوط والإصابة بالشلل والموت شعريا إن أصابه الغرور وادعاء قطيعته مع من سبقه فقط لأن تجربته كانت قوية في أولها
فكم من شعراء كانت بداياتهم باهتة لكننا لا نتنفس إلا بشعرهم الآن وكم من شعراء بدأو بدايات قوية ثم أصبحوا نسيا منسيا لظنهم أن الموهبة تنفع وحدها دون عمل ، وهناك صنف ثالث لم يذكرهم التاريخ إلا بواحدة كانت بيضة الديك وفريدة عصرها ، وبلوغ القمة سهل أو صعب لمن استطاع لكن الاستمرارية والبقاء فيها هو الأصعب والعبرة دوما بالخواتيم ، والشعر سباق تتابع ولا بد للشاعر حينما يسلمه من سبقه الشعلة أن لا يبدأ من حيث انطلقوا ولا الرجوع إلى خط البداية فتحرقه الشعلة ويذوب فيهم ، ولا أن يرميها فيضيع ذلك التسلسل المنطقي العجيب لدورة البشرية فيأتي بالقديم من الأفكار ظنا منه أنه أتى بالجديد !
بل عليه أن يكون مثل أبي نواس حين قال ( فُقْتُ من أتى قبلي وقَصُرْتُ عمّن يأتي بعدي فأنا نسيج وحدي) ، ولن يتأتى له ذلك إلا بالقراءة !
..
وهناك من يروج فكرة خاطئة أن القراءات العديدة لمن سبق توقع الشخص في التقليد لأنه سيتأثر بهم كثيرا فيكون آلة استحضار أكثر منه آلة إنتاج ونقول لهذا الشخص أن الأمر صحيح في البدايات ، لكن حين يشتد عود المرء فإنه يصبح مثل الذي يرد مياها كثيرة ( نصوص وأفكار الغير ) ليشربها فيعرف مذاق كل أصيل ومقلّد فإذا كان ذو مكنة وتجربة واجتهاد مزج تلك المياه في كيانه ليخلق مذاقا خاصا به ( الأسلوب واللغة والصور والحالات ) لأن كل إنسان حالة متميزة ومستقلة مهما بلغ من الرداءة والجودة ، والنصوص المكتوبة سواء كان أصحابها نهمين أو كسالى في القراءة كلها هي نصوص مقروءة في جوهرها ، لكن إن أراد المبدع الموهوب أن يكون كاتبا جيدا فعليه أن ينضج تجربته على نار هادئة وأن لا يجعل خطواته متسعة المسافة فيما بينها فتنفرج رجلاه من أثر الخطو ، فالأسد في نهاية المطاف هو مجموعة خرافٍ مهضومة !
..
وأنا في قناعتي البريئة لا أتبنى مثل غيري من عجائز الأدب الشعراء الحقيقيين من باب السطو على جهدهم ولا الوصاية عليهم بل أدل الناس على مواردهم كما اهتديت إليها ، لأني لا أعترف بإمارة ولا أبوة ولا بنوّة في الشعر ولا أراهن على مستقبلٍ زاهر لأي أحد ما لم يتوقعه هو من منطلق إيمانه بنفسه وللتاريخ مهمة تكذيب دعواه مع دعاوى الناس فيه أو تصديقها فهو خير غربال للمواهب !
..
أدري أني قد أطلت عليكم في تقديم المقبّلات فإليكم الطبق الرئيسي لهذا الفتى :
..
لا تكثر التأويل في وجداني
دعني أفسّر رعشة الجدران
..
دعني أُشَرِّحُ جثتي لأبيعها
من يشتري نصا بلا عنوان ؟
..
من يشتري وجعا بطعم قصيدة
القلبُ فيها متخمُ الأحزان
..
سأقول للمرآة أني شاعر
كتب القصيدة في مقام أذانِ
..
حدّقت فيها لم أجدْ من عابدٍ
وظللت أضحك من رؤى شيطاني
..
أبدو على المرآة شكلا أخر
تسعون وجها لم تُبِنْ إنساني
..
أبصرتهم عدميةً أوصافُهم
كانوا كثيرا لحظة الإمعان
..
لكنْ فتى معهم يشابه جثتي
يبدو كما هبلٍ مع الأوثانِ
..
يمشي وينثر في الطريق رماده
ويوزع الحلوى على الصبيان !
بقلم: عبد الوهاب بوشنة ـ أدرار
يتم التشغيل بواسطة Blogger.