شعر: الدكتورة كوكب دياب ـ لبنان ـ
أمام القاضي
يــــا حــضـرة الـقـاضـي
كَــفـاكَ مُـســــــــاوَفَـةْ
لــــن يــظـهَـرَ
الــحــقّ الـمُـبـيــــــنُ مُـصــادَفـةْ
هــــلاّ اتّــخــذْتَ
إلـــى الـحـقـيقـــــة مـنـهـــــجًا
تــمـحـو بــــهِ
كــــلَّ الــسّـطـورِ الـزائِـفـــــــةْ؟!
حـمّـلـتَـني إثْــمًــا
عـظـــــــيـمًـا لـــم تـحـمّـــــلْهُ
ســــــوايَ مــــــنَ
الــعــــــــهــود الــســالــــفـة
حُـــــرٌّ فـــــؤاديَ
فـــــي اخــتـــــــــيـار إلـــهــه
فــلِــمَ انــتـهـى
ضـــــــبْـطًـا بــجـرمِ مُـخـالـــفة!
هـــل جــئـتُ أَمْــثُـلُ
فـــي مَــــــــقـامِ عــــــدالـةٍ
أم جــئـتُ أســمـعُ
هـرطـقـاتِ فـلاســــــــــفـة!؟
و"متى.. وأينَ..
وكم.. وكيف..ومَا.. ومَن..؟"
فــــإلامَ أســئـلـةُ
الــعـقـولِ "الـنـاشـــــــــفةْ"!؟
وإلامَ ســوفَ..؟
و"ســوفَ" قــدْ لا تـــــنتهي..
فـمـتـى..؟ وقـــدْ
أزفَـــتْ قــــــــرونُ الآزفـــةْ؟!
مـــا لـــي أرى
كُـــرَةَ الــزمـانِ تـدحـرجـــــتْ؟!
هــــيَ لــعْـبـةٌ
مـكـشـوفـةٌ أمْ كــاشــــــــــــفـةْ!؟
مــــا إن يَــشُــقُّ
الـبـعـضُ عــيـنَ بـــــــعـوضـهِ
حـــتــى تَـــخِــرَّ
لــــهُ الـحَـقـائـقُ واجــفــــــــــةْ
فـانـظـرْ بـعـيـنِ
الــعـدلِ حَــــــــوْلَـكَ كــي تــرى
عـــيـــنَ الـحـقــــــــــيـقـة
بـالـمَـظـالِـمِ ذارفـــــةْ
بـالـحقِّ تـقـضي
أمْ عـلـيه..؟! ولـيـسَ بــــــــينَ
الـــظــلــمِ والــظــلــمــــــــاتِ
واوٌ عــاطــفــةْ؟!
مـتـسـرّعًا فـــي
الـحـكْمِ إنْ حــــــــــكـمَ الـهـوى
مُـتـبـاطـئًـا إنْ
يَـــــدْعُ جِـــنُّــــــــــكَ هــاتِـفَـهْ؟!!
يـــــا ســـيّــدي
دربُ الـحـقـيـقــــــــة واضـــــحٌ
شـــتّـــانَ بـــيـــن
تَــحــقّـقٍ ومُــســـــــــاوَفـةْ !
خَـــلَـــقَ الإلـــــه
لـــكــلّ حَـــــــــــــــيٍّ دربَـــــهُ
فـمـتـى اخــتـلاف
الــدربِ بـــــــــاتَ مُـخـالفةْ!؟
أنــــــا حـــــرّةٌ...
أخـــتــار دَرْبــــــــــيَ بـــيــنَ
ألْــسِـنَـةِ اللهيــــبِ
أو الــظــــــــلالِ الــوارفــةْ!
هـــل جــئْـتَ تَــدْعَـمُ
كـــلَّ وَغْــــــــــــدٍ مُــجـرمٍ
كـــي تُــعْـدِمَ
الــحـقَّ الـجَـلـيَّ وعـــــــــــارِفَـهْ؟!
أمْ بِــــعْـــتَ
حــــــقَّ الأبـــريـــاءِ بــبـــــــــاطــلٍ
كـــي تَـشـتـريْ
شَــرَّ الأفـاعـي الــــــــــزاحـفة؟
فـمـنـحـتَـهـا وَعــزيـفَـهـا
بُـــــــــــعْــدَ الـــمــدى
لــتـظـلَّ فــــي
مِــــــــــزمــارِ ظُـلْـمِـكَ عــازفـةْ؟
أم قــــدْ قــضـيـتَ
بــــأن أبـــــــــيــعَ كــرامـتـي
لــتـضـيـعَ بـــيــن
مـــصـــــارفٍ وصَــيــارِفـةْ!؟
إن الــكــرامــةَ
مــذهــبـي يـــــا ســـيّـــــــــــدي
فـاطـلـبْ مـطـالـبَ
غــــــــيـرَهـا .. أنــا آسـفـة!
***
يــــا ســيّــدي
الــقـــــــــــاضـي إلــيــكَ أدلّــتـي
فـــلـــمَ الــتّــلـكُّـؤُ
والأدلّـــــــــــــةُ قــاصــفــةْ؟!
ذابـــــت ثــــــــــلــوج
الـــحــقّ عــمّــا تـحـتـهـا
وبَــــــدتْ أمــــــــــامــكــمُ
سُـــيـــولاً جـــارفـــةْ
إنْ ذقـــتَ مـــنْ
حـــــــــــرفـي الـرقـيقِ قـسـاوةً
فـــهــي الـحـقـيـقـة
كـالـقــــــــــــنـابـلِ نــاسـفـةْ
حــتّــام يــبـقـى
الــحــقّ حــــــــــــقــلَ تَــجـاذُبٍ
وســيـاسـةُ الأقــــوى
تُــشِـــــــــــلُّ مــواقـفَـهْ؟!
إنّ الـسـيـاسةَ
سُــوســــــــــــةٌ لـــم يَــنْـجُ مـــن
إفــسـادِهـا فـــي
الــــــــــــزرْعِ حــتـى الـتـالـفةْ
حـــتـــى الــقــضـاءُ
مُــسَـــــــــــيَّـسٌ، وكـــفــاهُ
يــحْـــــــــمــي
دائـــمًــا جُـــرْذانــهُ وزواحِـــفَــهْ
إن شـــاء.. خــلْـــــــــفَ
الــحـقِّ أرســلَ أسْــدَهُ
أو شـــــاءَ وَكَّـــــلَ
بـالـحـقـــــــــوقِ سَــلاحـفَـهْ
مـــــا عــــادت
الأخــــلاق تــنـــــــــفـع أهــلـهـا
والـــدِّيـــنُ
شَــــــوّهَ مُــدَّعــيـهِ صــحــــــــائـفَـهْ
حُــــــريّـــــة
مـــلْـــعــونــةٌ.. وعــــــــــــدالـــــة
مــزعـومـة.. والــحــقُّ
مــحــضُ مــــجـازَفـةْ!!
أمــــا الــكـرامـة
فــهْــيَ بــعــضُ غــــــــنـيـمـةٍ
قـــدْ قُـسّـمـتْ
بــيـن الـلـصـوص مـنـاصــــــــفةْ
***
يــــا ســيّـدي
الـقـاضـي أخــــــــــــذْتَ أدلّــتـي،
هلْ رُحْتَ تُــسْـــــــــــلِمُـهـا
لأيْــــدٍ خــاطــفــةْ؟!
أمْ ضــاعــت الأوراقُ
عــنــــدكَ عَـــــــــــنْـوةً؟!
كــيــف الــعـدالـةُ
وذي الــعـــــــدالـةُ نــازفـة؟!
هـــــذي أنـــــا
أَمْــــــــضُــوا عَــلَــيّ ووقّــعــوا
إن شَــــقّـــتِ
الأوراقَ ريـــــــــــــحٌ عــاصــفــةْ
هــــــذي أنــــــا...
وهُــويّـــــــــتــي مَــعْــروفـةٌ
مـــا خَــصّـنـي
حـــــــــــزبٌ بــهــا أو طــائـفـةْ!
أنـــا كــوكـبٌ..
ودواةُ حِــــــــبـري فــي الـسّـما
ءِ، ومــــنْ مـصـابـيـــــحي الــكـواكـبُ
غــارفـةْ
وعــلـى جـبـينِ
الـشَـــــــــــمسِ أكـتـبُ أحْـرفـي
وأنــــا عــلـى
كَــشْـــــــــــفِ الـحـقـيقةِ عـاكـفـةْ
قـــد أفــرغـتْ
عــنـدي الـــــــــــدنـى أضــدادَهـا
ومــصــائـبـي فــيــــــــهــا
غـــــدتْ مُــتــرادفـةْ
مـــــا كـــــادتِ
الأحــــزان تُـــــــبْـصِــرُ ضِــدَّهـا
حــتــى مــضــتْ
نــحـوَ الــفـــــــؤادِ مُـضـاعَـفةْ
حــتــى خــيـالـيَ
قــــد تَــخـــــــــــــلّـى عــنـدمـا
نــشــرَ الــدُّجــى
أشــبـاحَـهُ الـمُـتــــــــــراصـفةْ
لــكــنـنـي مـــــا
كـــنــتُ يـــومًــا هَـــــــــــيْــنَـةً
أو كـــنــتُ يـــومًــا
مـــــن ذواتِ الـعـاطـــــــفـةْ
يـــا ويـلَـكـمْ
لـــو جـــاء يــومًـا فــــــــــي يــدي
مِـــن أمــرِكـمْ
مـــا بـــتُّ عـنـــــــــكـم عــارفـة!
لا لـــــن أخـــــافَ
عــلـــــــــــيّ يــومًــا مــنـكـمُ
لــكــنّــنـي مـــنّـــي
عــلــــــــــــــيـكـمْ خــائــفــةْ
كَـــمْ أيْـنَـعَـتْ
تــلـكَ الـــــــــــرّؤوسُ فَـأسْـقِـطتْ
ويــــدي لــهـا
مِـــنْ دونِ ســـــــــيـفٍ حــاذِفـةْ!
فـلْـتُـمْـعِنوا
فــــي مَــكْـرِكـمْ مـــــــــــــــا شـئْـتُـمُ
لـــن تَـقْـطِـفوا
مــا جِـئْـتُ مِـنـــــــــكــمْ قـاطـفـةْ
تـــلـــكَ الــحــيــاةُ
حــيــاتُـكـم فــتّــــــــــمَـتّـعـوا
فـــــي جــمـعِـهـا،
لا بــــدَّ يــومًــا تـــــــــــالـفـةْ
وَاحْـــيَــوْا
فـــــإنّ لـــكــلّ حـــــــــــــيٍّ جَـــولــةً
ويـــعـــودُ يَــعْــقِــدُ
لــلـــــــــــرَّحـيـلِ سَــفـائِـفَـهْ
ولْــتــســألـوا
عــــنّـــيْ فـــإنّــــــــــــيَ حُــــــرّةٌ
والـــحُـــرُّ لا
تَــثْــنــي الــحـــــــــيـاةُ مَــواقِــفَـهْ
إن رُحْـــــــتُ
أدراجَ الـــــــــرّيـــاحِ فـــســاعــةٌ
وَأجــيــئُـكــــمْ
تَـــوًّا بِــقــــــــــلـبِ الــعـاصـــفـةْ
فَــلْــتَـحْـرِصُـنَّ
عـــلـــى حــــــــــــيـــاةٍ كــلُّــهــا
وَهْــــمٌ، فــإنّــيَ
عــــن حــيـــــــــاتـيَ عــازفــة
أحــيــا ولــيـسَـتْ
لــــيْ الــحـــــــــيـاةُ بــمَـأربٍ
ومــتــى أمــــوتُ
أمــــــــــوتُ حــتـمًـا واقــفــةْ
شعر : الدكتورة كوكب دياب ـ لبنان ـ
2014/03/02
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق