مخالب الظّل
--------------
ســــرْ خَــلْــفَ ظــلّـك إنّـــه غـــــدّارُ
لا يــنـفـع الــحــذرَ الــشّـديـد نَــهـارُ
حـتّـى أنـا مـا عُـدت أعـرف مـن أنـا
ذنــبــي نَــمَــا وعـقـيـدتـي تــنـــهـارُ
هَـمّـي تـكـوثر مُـذْ نَـبَـــشت وصـيَّتي
سـهـوا ويـرجـم حـكـمتــي الإشـهـارُ
وعـلى جبال الصّمت أنْحـت صَيْحتي
بــأظــافــري فـــأذلّـــني الإيــــــثـــارُ
وتـلوكني صـحف الأسنة فـي الورى
تـغـتـالـني مـــن جـهـرهـا الأســـرارُ
كَـمْ كَم غمست الرّأس في نســـــيانه
لـــكــنّ جـــلــدي تَــرْتــديـه الـــنّــارُ
من ذاق طعم الحبّ من قــرَب النُّهى
سَـيَـعـافُ مـــا تــأتـي بـــه الأخــبـار
بـيـني وبـيـن حَـبيبَتي هَـرمَ الـــمدى
وَجَـنَـى عـلـى قَـلَـق الـقُـرون قَـــرَارُ
سـأفـوز رغـم شـروقـهـا وغـروبـها
إنّ الـهـزيـمـة فـــي الــغـرام دمــــار
مـهـما مـضـى زمـن الـرسائل بـينـنا
مـــا فـــات عــنـد الـسـالكين قــطـار
هـذا زمـان الـحبّ فـي صــدري لظى
قـــد تَـمْـتَــمَتْ مـــن حَــرّه الأحـجـار
جـرّبـت أنـفـاس الـهـوى بـحـديقــتي
فـتـمـايـلت مـــن خـمـرهـا الأزهـــار
لا يـستطيع الـشّعر وصـف حقيقــتي
فـالـحـبّ فــي زمــن الـكـــلام جــدار
أحـبـبـتـهـا والــكــلّ يــعـــلـم أنّــنــي
فــي الـحـبّ كـالـمجـنون حـيـن يُـثار
وحـلبت مـزْن الـعشــق فـي أوهامها
فـعـسـى تــعـي إنّ الـظـنـــون غـبـار
مــا بـالـهـا تــلـك الـعـيـون تـبـخّـرت
فـــي صـمـتـها فـتـهـامس الـفـجّـار!
تـلـك الـتـي ضــرب الـجـليد أُوَارهــا
هــل أدركــت كـيـف الـحـياة تُــدار ؟
بــاتـت تُـعَـيّرني سـوابـق ضـحـكـتي
فـمـتى تـذوب عـلى الـهـدوء جـمار؟
ولــذا بـريـش الـبُوم أنـسـج وحـدتي
فـمـتى الـحـمام لـساحتي يـخــــتار ؟
ومـتى أرى أمـسي يُقبّل في غــــدي
ويــمـزّق الـشّـكَّ الـمُـميـت حــوار ؟
ومـتى سَـأسلخ جـلد لَـيْلي فـــالرّؤى
تَـتْرى؛ فـهل تـبني الهوى الأعذار؟!
شعـر
: حـســيـن الأقــرع
الـوادي
في : 25/10/2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق