السّاعر - مسلسل شعري ( الحلقة الأولى)
بقلم الأستاذ الشاعر : محمد جربوعة ـ الجزائر ـ
....................
مقدمة:
هي رحلة للبحث عن
صبيةٍ تربّت مع الشاعر في قبيلته ، طفلين.. كانتْ أجمل ما رأى حينها وما رأى بعدها
إذ شب.. لكنها اختفت .. لتصير حكاية الجدات لأحفادهنّ : ( من عشرين سنة...كانت ..ثم
لا أثر..).
بعد عشرين سنة يخرج
الشاعر باحثا عنها ، طاويا الوهاد والنجود يظلله خيال عينيها ..وتدفعه ريح الشوق إليها..
هي رحلة الصحراء
بكل ما فيها من روعة الغروب وتنفس الفجر على المدى الممتد ، ومن ثغاء القطعان عائدة
مساء ، ومن قمر الليل يعبر على الخيام هادئا ..ومن أباريق الشاي على الجمر ..ومن همس
الهندات على نبع الماء..
مقدمة:
رمــــلٌ، ونــاقـة
شــاعـرٍ يـتــرحّـلُ
بـيـن الـقـبائلِ
عــن فـتـاةٍ يـســــألُ
ويـــقــول عــنــهـا
إنــهــا جــنـيــةٌ
تــؤذي بـرمـش عـيـونها
أو تـقـتلُ
هـــو يــدّعـي أنّ
الـفـتـاة رهـيـــبةٌ
مـا مـثلها مـن جـنسها
من تذهـــلُ
إن قـيـل (بـدرٌ
) لـم يـرُقْ لـجنابـها
أو قــيـل عـنـها
ظـبـية ، لا تـقـــبلُ
مـهـمـا تـخـيّـلَ
حـسـنَها مـتـخيّــــلُ
هـيَ منتهى ذاك الخيال،
وأجــــملُ
وقد اختفتْ من خُمس
قرنٍ طـــفلةً
وتــضـاربـتْ أخـبـارهـا
والــمـنـزلُ
بـعـضٌ يـقـولُ تـعـيش
عـند قـبيـلةٍ
تـعتاش مـن صـوف
الشياه وتغزلُ
والـبـعض يـذكـر
أنـهـا فــي أسـرةٍ
تفتي وتحكم في الأمورِ..
وتفــصلُ
والـبـعض يـحـلفُ
أنـها فـي جـامعٍ
فــــي قــريــة
مـحـجـوبةً تـتـبـتّـــلُ
ولأنــهــا كــانــتْ
صـبــيـة حـلـمـهِ
أو أنـهــا الــحــبّ
الــبــريء الأولُ
حـلـف الـيـمين بــأن
يــردّ غـيـابها
أو ســوف يـبـقى
هـكـذا يـتـجـــوّلُ
........................
الحلقة الأولى:
يمدّ شيخُ القبيلة
يده على عـينيه متقيا الشمس مستجليا صورة الراكب الذي اقترب من خيمته.. وقد سبقت (الساعرَ)
حكايته وتناقل الركبان شعره المجنون ، فتحاشاه الخائفون على القوارير ..ورغم كرم القبيلة
وشيخها، رغم ما عرفت به من قرى الضيوف ، إلا أنّ الخوف من شرّ الشعر قد هزّها فارتعشت
لمرأى الساعر طالبة إليه المغادرة..
قال شيخ القبيلة
:
كنّـا الـكرامَ عـلى
الـزمان ولــــم نـزلْ
والناس تضربُ في
البلادِ بنا المثــــلْ
لـكـنـنـا والــحــقُّ
حـقّ يـــــــا أخــــي
نخـشى عـلى غـيد
الـقبيلة فـــــارتحلْ
أرواحهنّ ضـعـيـفـةٌ،
إن فــوجـــــئـتْ
بالشعرِ ذابتْ في
الضلوع على عــجلْ
فـيـعـشنَ مـحـروقـات
قــلـبٍ بـالـهوى
يـخـفين أســرارَ
الـتـوجّع فــي الـمقلْ
نـخشى عـلى مـن أكـملت
عـشــرينها
أن تشتكيك...إذا
اشتكتكَ فما العمــلْ؟
وعـــلــى مــطـلـقـةٍ
تــطــلّ بـعـيـنـــها
فـتـرى جـنونكَ فـي
الـقصائد يـشتـعلْ
وعـلى عـجـائزَ سـوف
تـذكـرُ أمـسها
فـيـضـجّ فـيـهـا
بــعـد عــمـرٍ مـا أفــلْ
وعــلــى الأمــيـرة
بـنـتـنا ، لو أنــهـا
سـمـعتك تـقـرأ بـيت
شِـعر مـن غـزلْ
سـتـشـدّ مـــن فــرطِ
الـتـأثّرِ شَـعـرها
من دون خــوفٍ مــن
أبـيـها أو خجلْ
فـاحزم مـتاعكَ
.. لـست ضـيفا عـندنا
وارحـــل جـــزاك
الله عــنـاّ يـا رجـــلْ
1- كلمة منحوتة من كلمتين هما (الشاعر-
السائح)
الأستاذ الشاعر : محمد جربوعة ـ الجزائر ـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق