أعلان الهيدر

للنشر في مدونة محكمة النقد يرجى إرسال المادة مرفقة بالصورة على العنوان الآتي :
lagrahocine@gmail.com
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك.

الخميس، 3 يوليو 2014

الرئيسية أبديةٌ تتلمَّسُ ظلال أصابعي ... للشاعر : ميداني بن عمر

أبديةٌ تتلمَّسُ ظلال أصابعي ... للشاعر : ميداني بن عمر

أبديةٌ تتلمَّسُ ظلال أصابعي

لأني راكض بهبوب ضوءٍ عاصف عكس اتجاهي

لم أجد وقتا لكي أتنفّس الدنيا لثانيتين قاصفتين أو

ألقي التحية للمدى المصْفَــرِّ

فوق عواصم الصلصالِ

عمري حقل قطن يابس

في الريح

أفتحه فيُنضَا

في الرؤوس

وفي السطوح

وفي عجاج سدائم الرؤيا الهَتُونِ على الظنونِ

على السكونِ

على قوافلَ في أقاصي الليلِ

لا تصلُ الحنينَ إلى خوابي الروحِ

تشربها تقاسيمُ الربابْ

وأنا المشرَّدُ في الغناءِ

أنا المُــصَرَّدُ في الدِّلاءِ

أنا المُــفرَّد في الهباءِ

أنا المزرَّدُ في البهاءِ

أنا الفَناء المستجاب بنَخْبِ آنية السرابْ

أجري ....

فيجذبني حفيفٌ ما رأيتُه من ذراعي

قبل زوبعة من الريحان كانت سوف تدهسني

على جسر الظهيرةِ

قابَ قوسٍ أرجواني من الدفء المُصهَّد في شفاه فاغرتْ خدي وطارت

كالفراشة في حياةٍ

كالحياة على الفراشة إذ تجفُّ فلا ترفُّ على كتاب موصد

في الحبِّ

ورد يابسٌ

وحقول خشخاش يهيجُ

وراء عاصفة اللُّهابْ

أجري وأعرف أنْ سيقتلني فراغ ما بهذا المنتهى الطلقِ

الهواء يشدني لسحابة أقسى على طيرانيَ المذعور في جهة الدويِّ الناطح الصَّبواتِ

أسقط خُلَّبيًّا كالمشيئة فوق مبنىً آدمي آئلٍ لغمامة تعدو وراء صباحها المنتوفِ

نهرٌ حابسٌ

عمرٌ يُعرِّي حافِرَيْه الغابِرَيْنِ

لكي يمرَّ إليه في أوحالِ لهفتهِ

دمٌ في دُرْجِ مئذنةٍ تشير إلى دمٍ في سُلّم الشفق المعتَّق في كؤوس الغيب ذابْ

...........

...كأني مثقل برطوبة الأبدية القصوى

على حيطان ذاتي المكفهرة تحت بابه

إذ أصلي دون سارية السرابْ

...........

...كأني مثقلٌ بالفقد

أُلقي فوق هاويتي عصا بلوايَ مني

كي ترنَّ بصيرتي حالاً

وأنجو

فوق خاطفة اللُّبابْ

...........

...كأني مثقل بالسهو

في غيبوبتين شفيفتين

كموجتين تحامتا قدمي

قبالة شاطئ الأنفاسِ

فوق الناسِ

أنفض وردة الوسواسِ

تَعْمَهُ ...تَعْمَهُ الشرفاتُ

خلف عجاجة القُرُباتِ

في مغبر آنيتي بمائدة الحياة...هنا

هناكَ

هنا...

وقد دُهِقَ النبيذ على الترابْ

قمرٌ ينزُّ على ثريات المساء الأوبراليِّ

المُدَفَّق في الأعالي

لا يراه سوى الـمُـــتَــرِّبِ رأسَه بحصى تَحَرُّقِه إلى خفقان أجنحة الجهاتِ

على أقاصي نفسه الحرَّى تبللُ ساقها

في ساحلٍ يذْرُو بـِـشارتَها

فتندلع الهضابْ

رسم على حجر يلمُّ بصيصه البالي بسهو غباره

كي لا يراه الجند تحت دخانهم

فتُقام مملكةُ الجماجم فوق جمرة رَمزِه الأولى

لتصبح وردةُ التِّفِناغِ

قنبلةَ الـمُــؤَوِّلِ في صلاة النحرِ

ترتفع

الجسورُ العاليات الداميات على السلاسل في الرقابْ

يهوي المُؤوِّلُ

كي يَسُلَّ الصمتَ من رهف الفراغ المُوقِفِ اللهفاتِ

بين سُهُومِ « مايكلْ أنْجُلو »

ووجوم صخرتهِ

ويهوي قيلَ كي يُحصي ضلوع يمامَة السموات

خلف خيامنا

من بعدِ أن شَرُدتْ قوافلُنا وراء عواصف السنواتِ

يرميَ حبلَ مركبة الصَّداءات البعيدة

فوق ميناء من الرعد الشريفِ

يَشُدَّ مئذنةَ المدينة في اختلاج صواعق المعنى المواربِ

وهو يُحْدق بالقلوبِ

وقيل خابيةٌ على بئر معطلة سيرفعها

فتطلع بُومةُ القربان من نفق الحروب مهيضةً

فوق الخرابْ

سيظل يمعن في تَـفَــرُّسِ نملةٍ

تَستَفُّ قمْحتَها أمام النارِ

يجثو

كي يدحرج في حصيرة عرسنا القمريِّ

جِرْوَ قيامة يدوية تمشي

لسفح ديارنا في الحب

كيف أردُّهُ ؟

وأنا أُرتِّــقُ سُـؤْرَةَ الإنشادِ

في قصب المدى

لتشبَّ نارُ الرقص في ساق الحياةِ

ترفُّ من فرح الحصى في الماءِ

فـلْــتـغـلـي السماءُ

بزيتها النبوي في عينيَّ ǃǃ

ولتسقطْ على عسل البراري

نحلةُ الملكوتِ ǃǃ

ولْــترهنْ عروسَ الحالِ خاتَمها النَّفيسَ

لكي تؤجر مادحا يصْدُو لها بالناس في الأسواقِ :

- كأس الكون رابْ ǃǃ

لأيائلٍ وحشية تدنو من الشفق الجليديَّ

اندلاقُ دمي بقمصان البلاغة

حين تنضوني على كتف النَّمائم في التمائمِ

كلُّ شبرٍ في عظامي

عَـظَّـةُ الأبدية السَّعرَى

تُـلَـوْلبني بنيْزَك

وعدها الأقصى

ولكني أحب الله

يسندني إلى جذع قريبٍ

من تداعيَّ المُـــدمىَّ

فوق صدع غلالة الأرواح

يُرخيني إلى نَهرٍ يجوبُ رَواعِدي

في القربِ

كنتُ مضرَّجا بسلاسل الطُّلَقاءِ

بالسَّغَب اللقيطِ

وكان أعلى...كان أغنى

من زُلال خطايَ

تضوي في الرِّحابْ

طيَّرتُ نورسَ خاطري المكسورِ في وهنٍ

بأشْهَقِ ربوة أقصى حياتي

واستدرتُ لعالمي المسْجورِ تحت مدامعي

بين الخطايا

والخطاطيف الرسولةِ

بين مزمور النداء

ومأتم الجسد الممدد في المواويل العليلةِ

دميةٌ نووية مبتورة

في حقل من نزحوا غداة الحربِ

موتٌ وارفٌ

وزجاجة مكسورة في الدرب

توشك أن تصير بشدة الصمت المسكَّر في الظلام الساحلي

حمامةً من سلك أعمدة الصراط هوتْ

أو-ربما- هي نيزك خرَّتْ لَهَائبُ شوقه في الأرض

هل ستصير ما سأرى؟

كمصحف عارفٍ سيموت بعد تبسُّمين وحكةٍ فوق الرموش الوَارِديَّةِ

مصحفٍ يغبرُّ

ثم يضيء

أم هي خنجرُ الماسِ الذي خطفَـتْه كفُّ الرأفة العليا بعين محبةٍ

من صُرَّةِ الجنرالِ

كي تخفيه في زُنَّار

بُستانيِّ دنيا

لم تُنزَّلْ –بَعدُ- في رؤيا

ولم تبزغْ على حلمٍ

ولم يهجسْ بفتنتها كتابْ

* * *

مطر يميل على النوافذ

في غزارة جائعٍ

سُكَّت بوجه سُغوبِه الضّاري البيوتَ

أكادُ أُخرجُ كفِّيَ اللّهفى إلى بريتي في البرق

لم أرها

إذنْ

فلسوف تنهشني العقاربُ

في ثوانيها المضيئةِ

هذه المدن السحابْ

لن أشهقَ...

النسماتُ تحرق رمشيَ القِبليِّ

لكني سأمسكني عن الخفقان قسرا

كي أظل على علوٍّ هابط بين الشهادة والغيابْ

سأظل أرقب في دمي وثب العوالم

مثلما سمكٌ بعرس الماءِ

يقفز كي يخرَّ

أظل أُسبل حاجبي عن كعبها

امرأة تعثَّرُ في السلالمِ

سوف تسندها حواسي المستفزة للشواظِ

على شموس الله في أنهار حسرتنا

وأرفعها

إلى إنسانيَ الخفاقِ

في جبل سيعصمني من الوحش المُلبَّدِ

في ظلالي السَّامريةِ

حين تسطع فرحتي في اللازورد

تصيبني روحي الشريدةُ بالسماءِ

أقول: يجرحني المدى

وألفُّهُ بضياء عيني

وهو ينزفُ

من صلاة الظهرِ

حتى مسقط النجم المسهَّد فوق بُردة منتهاي فَرَشتُها

لصلاتيَ القصوى بحافة خطفتي

بين المدافن والغرابْ

كفٌّ تيبس نبضُها في الرمل تنتظر الصواعق أن تنيرَ

يَبَابَ غيبتهم بخيمتهم

فتقبض في الهواء الفارِّ في أرواحهم صُعُـدًا

حَصَى رهبوتِ حضرتهم وقد غُلبوا

على أثر الشهابْ

غُلبوا وفاءوا في سحائب دمعهم

لستائر السُّبحات تهفو إذ تهزهزها

على أحوالهم رهْوا أعاصيرُ الكمنجات البتول تئنُّ

فافتُضحوا على غسق الوشاية

حين خروا في مذنَّبِ جذْبـِهم

فوق القرار المستحيلِ على تباريح الجواب

يذرو السماع هباءهم فوق الدفوف العاصفات بروحهم

في منتهى حومانهم حذو القطا

والريح بابْ

* * *

تعنو الأكف اليابساتُ

كسنديان الدهر

نحو بخور عرشكَ

فلتُجرْها

حين يطفو القلبُ فرْخًا راجِفا

بقِماط أرْدية السماءِ

يعوم في نهر العصور إلى قصورِ فَنَائه الضاري

أموءُ

أَصيءُ

أعوي

أو

أُعندلُ

أو

أزقزقُ

أو

أغبر باسمك الأفلاكَ يا مددي

لكي ترضى

أترضى أن يُـسَــحَّ دمي

وتسكبه الدهور على جرار الريح

في أهوال حُبِّكَ ؟؟

إيه يا مولايَ

أيقظتُ الينابيع القديمة

في مراعي الشمسِ

أسرجتُ القناديل المذابةَ

في أثير العاشق البدويِّ

منحدرا لفتنتهِ

بجذع نهارهِ المكسور قرب الماءِ

أطلقتُ الحمام على مدافع ساحة الشهداء

وهي تعجُّ بالإكليل والحلوى الملوّنةِ الأماني

مثلما أوصيتني –مولاي-

صفَّدت الأراضي السبع

دون زواحف الياجوج

خلف غبار خيلي

وهي ترفس نحوك السُّدُمَ القصيَّةَ

في عجاج الشوق

يا مولاي

صوِّبْ لهفتي بصراطك البَرقِيِّ

في قلبي المُصابِ

الآنَ

في القلبِ المصابْ

شعر ميداني بن عمر : 14 جوان 2014

           الجزائر - ولاية الوادي

يتم التشغيل بواسطة Blogger.