أعلان الهيدر

للنشر في مدونة محكمة النقد يرجى إرسال المادة مرفقة بالصورة على العنوان الآتي :
lagrahocine@gmail.com
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك.

الاثنين، 11 مايو 2020

الرئيسية دفاعا عن الرسول العربي وقومه؛ بقلم الأستاذ: محمد جربوعة ـ الجزائر ـ

دفاعا عن الرسول العربي وقومه؛ بقلم الأستاذ: محمد جربوعة ـ الجزائر ـ


دفاعا عن الرسول العربي وقومه
محمد جربوعة
وقد وصلت الجرأة بأحد الشعوبيين المتدينين حدا، قال معه: (رسول الله كلداني لأن جده كلداني.) ثم، ذهب بعضهم يدعي أن رسول الله ما اعتز إلا بالرسالة، وأن نسبه لا يعني شيئا، لأن (أكرمكم عند الله أتقاكم.)
وذهب ثالث إلى أن العرب في جاهليتهم كانوا أهل موبقات، وهو ما يعني اختلاط أنسابهم ..
وأمام كل هذا رأيت أن أكتب ما يدفع هذا البهتان المبين والقول الغليظ ..
يجب أن نعلم أن هرقل وهو ملك رومي، كان أعلم وأعقل من الشعوبيين .. فحينما سأل أبا سفيان عن نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو سفيان: (هو فينا ذو نسب).. فقال هرقل: (كذلك الرسل تبعث في نسب قومها). رواه البخاري.
فأي أحمق جاهل هذا الذي يقول إنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن نسيبا حسيبا قبل الرسالة ؟
سأسوق حديثا صحيحا، لتفهموا كيف يفكّر الشعوبي الذي لا يفرق بين عربي وفارسي وتركي:
عن المطلب بن أبي وداعة رضي الله عنه قال: جاء العباس رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنه سمع شيئا، فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر، فقال: (من أنا؟ قالوا: أنت رسول الله عليك السلام، فقال صلى الله عليه وسلم: أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق، فجعلني في خيرهم ثم جعلهم فرقتين، فجعلني في خيرهم فرقة، ثم جعلهم قبائل، فجعلني في خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتا، فجعلني في خيرهم بيتا، فأنا خيركم بيتا، وخيركم نفسا) رواه أحمد وصححه الألباني.
فلاحظوا كيف أجاب الناس: أنت رسول الله ..
لكن الرسول صلى الله عليه وسلم، أراد أن يعلمهم أنه خيار من خيار حتى في الجاهلية ..
لقد كانت تلك ردة فعله على الكلام الذي سمعه من العباس، مما يقدح فيه وفي قريش، فأراد أن يقول أنه مرموق القدر حتى قبل الرسالة .. لذلك حين قالوا له: أنت رسول الله، ترك قولهم ذاك، وقال: أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، ثم قال لهم: ( فأنا خيركم بيتا)، يعني نسبا وجدا .. ففضلي عليكم قبل الرسالة .. وفضل أجدادي على أجدادكم قبل الإسلام ..
لاحظوا لو أن شعوبيا سألته عن الرسول فقال لك ( هو رسول الله) فقلت له: بل هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، خير الناس نسبا وأرفعهم نسبا وخيرهم بيتا) لقال لك: هذه جاهلية، وكيف تترك الرسالة وتتفاخر بالنسب  ..
لكن الحديث واضح في الرد على جماعة ( أبي الإسلام  (..
فالرسول حين قالوا له ( أنت الرسول) قال: أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ..
ففي النسب، حين أسألك: من أنت ؟ تكون السنة أن تقول لي: أنا فلان بن فلان بن فلان ...لا أن تقول لي: أبي الإسلام .. فذلك بدعة وهي بخلاف الحديث.
أما الذين يطعنون في الأنساب ويقولون: إن قريشا كغيرها من العرب، كانت في جاهلية، لذلك كان الزنا فاشيا فيها ..
وهنا نرجع إلى قول هند بنت عتبة ( وهل تزني الحرة؟) ..وإلى أشعار عنترة:
)وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي
حتى يُـــــــــــواري جــــــــــــارتي مأْواها)
وقد رأيت أحد الحمقى يستدل بحديث لعائشة عن أنواع الزواج في الجاهلية، ومنه أن يدخل على المرأة نفر من الرجال .. فقلت: عائشة تتحدث عن كل ما قبل الإسلام مما عند الروم والفرس واليهود والنصارى والعرب، مما أبطله الله بالإسلام .فكل من دخل الإسلام من العرب أو الروم أو اليهود أو النصارى، كان واجبا عليه الالتزام بالشرع الجديد .أما قبائل العرب، فكانت تئد البنات من أجل الخوف من العار، وكانت تسمي المرأة ( البيضة)، وكان الشرف عندها أعظم ما تملك .. لذلك قال العلماء: لا يوجد في أمم الأرض قبل الإسلام، أمة حافظت على نقاء دمها، مثل العرب .. فقد كان الزواج الذي نعرفه اليوم، هو الذي عرفته القبائل العربية، بينما كان غيرهم من الأمم (يخلطون ويقتسمون)..
هل يدرك الحمقى أنهم حين يقولون إن الزنا كان فاشيا في العرب فشوا كبيرا، أنهم بذلك يتهمون أجداد وجدات الرسول والصحابة وأمهات المؤمنين، ويقولون إنهم ليسوا أبناء آبائهم ؟
لقد كانت أرحام العربيات محاطة بترسانة من القواعد والقوانين والأعراف القبلية التي تجعلها طاهرة، بينما كان الزنا فاشيا في العبيد والإماء، لذلك قالت هند: ( وهل تزني الحرة) ؟وهي أعلم من الشعوبيين بالحرائر في تلك الفترة ..
وانظروا إلى هذا الحديث الجميل، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خرجت من نكاح، ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي، لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء) .رواه الطبراني وحسنه الألباني.
هل يفهم الشعوبيون معنى أن تكون جدات الرسول صلى الله عليه وسلم كلهن، عبر أكثر من 90 ألف سنة، كلهن طاهرات ..من حواء إلى آمنة بنت وهب ..
في الأنساب يقولون: في كل قرن يكون عدد الأجداد ثلاثة، لأن المرء ووالده وجده يعيشون عادة في قرن واحد..
فذلك يعني أن جدات النبي صلى الله عليه وسلم، إلى آدم عليه السلام عددهن قريب من ( 2700) جدة .. فتخيلوا هذا...
فليترك الشعوبيون حماقاتهم، وطعنهم في تاريخ العرب وأنسابهم الصافية .. ففي عشرين سنة من دولة الإسلام في مكة والمدينة، لم يقم حد الزنا إلا في مرات معدودة، يمكن عدها على رؤوس الأصابع ..وليقارنوا ذلك بواقع فرنسا التي تتعرض فيها 80 بالمائة من النساء للاغتصاب والتحرش .. وتركيا التي نصف اقتصادها من (عرق النساء) .. وإيران التي لم تترك السفاح منذ الجاهلية، لكنها على طريقة الشعوبيين أسلمته فصار ( متعة حلالا) ..
أحدثك عن 2700 جدة كلهن عفيفات، ثم يأتي مجهول نسب لا يعرف أصله فيقدح في الطهر نفسه ..

يتم التشغيل بواسطة Blogger.