أعلان الهيدر

للنشر في مدونة محكمة النقد يرجى إرسال المادة مرفقة بالصورة على العنوان الآتي :
lagrahocine@gmail.com
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك.

الأحد، 21 ديسمبر 2014

الرئيسية ما إن امتطى خطيبُ الجُمُعة .... - الأستاذ : عصام علوش -

ما إن امتطى خطيبُ الجُمُعة .... - الأستاذ : عصام علوش -

الأستاذ : عصام علوش 

ما إن امتطى خطيبُ الجُمُعة اليوْمَ صَهْوةَ المِنْبَر حتى بدأ خُطبته الطنَّانة الرَّنانة حول قداسة اللغة العربيَّة ، وشرف اللغة العربيَّة ، ومكانة اللغة العربيَّة بين اللُّغات العالميَّة ، ولم ينسَ أن يربط بين اللغة العربية والقرآن الكريم والسنة النبوية ومآثر التاريخ الإسلاميِّ وأمجاد المسلمين السامقة ، إلا أنه في سبيل ذلك لم يدع كلمةً من حقِّها الجرُّ إلا رفعها ، ولافِعْلًا من حقِّه الرَّفعُ إلا نَصَبَه ، ولااسْمًا من حقِّه النَّصْبُ إلا جَزمَهُ ، قد تقول لي : كيف والاسمُ لا يُجزَمُ ؟ أقول لك : هو فعلَ ذلك واستخدم من الأدوات العجيبة الغريبة ما خُيِّلَ إليه معها أنَّه ينطق بلسانٍ عربيٍّ مُبينٍ ، وربَّما رأى من حقه أن يفعل ذلك لشرَفِ المُناسبة ( اليوم العالمي للُّغةِ العربيَّة )...قلت في نفسي: طبيبٌ يُداوي النَّاسَ وهو عَليلُ . كم نحنُ في الكلام ماهِرون ، وفي التَّطبيق والفِعل مُقصِّرون !
خرجتُ من الجامع ووقفت ـ كعادتي ـ مع بعض الأصدقاء من زملاء المهنة من المعلِّمين وغيرهم ... أشرت إلى الأرض الَّتي خُطَّتْ عليْها داخل دوائرَمتواليةٍ عبارات التَّوعية بوَضْع الأحذية في الأماكن المُخصَّصَة لها في دواليبَ على الجِدار ( أصحابُ الذَّوْقِ الرَّفيع يضعون أحذيتهم في الأماكن المُخَصَّصَةِ لها ) هذه هي العبارة . قالَ أحدُهم : ما بك ؟ لماذا تشير إلى الأرض هكذا ؟ قلت : انظُرْ . قالَ : أنظرُ إلى ماذا ؟ فتطوَّع الآخَرُ وقالَ : يقصد العبارة المكتوبة على الأرض .. يالها من فكرةٍ رائعةٍ وُضِعتْ في مكانِها المناسب في المَمَرِّ لتلفتَ انتباه النَّاس إليْها . قلتُ ولكنَّها الحروف العربية تداس بالأقدام وتوضَعُ فوقها الأحذية ! أمَا كان بالإمكان تعليقُها على الجُدران أو خَطُّها خلْفَ النَّوافذ الزُّجاجيَّة ليراها النَّاس ؟ ضحك بعضهم ، وتبسَّم آخرون ظنًّا منهم أنَّني أمْزَحُ أو أصابني الخرَفُ .

عصام علوش

يتم التشغيل بواسطة Blogger.