أعلان الهيدر

للنشر في مدونة محكمة النقد يرجى إرسال المادة مرفقة بالصورة على العنوان الآتي :
lagrahocine@gmail.com
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك.

الأحد، 21 سبتمبر 2014

الرئيسية السرقات الأدبية - الأستاذ : عصام علوش

السرقات الأدبية - الأستاذ : عصام علوش

 

الأستاذ : عصام علوش
------------------------

السرقات الأدبية بعامة والسرقات الشعرية بخاصة باب واسع شائك أُلِّفتْ فيه المؤلفات ، وخُطَّتْ فيه الكتب ، فلقد تتبع مؤرخو الأدب والنقادُ الأدباءَ والشعراءَ في المعاني التي أوردوها وبحثوا في الجديد المبتكر منها ، وفي المعنى المسروق من شعراء آخرين ، فلم يسلم من نقدهم واتهامهم هذا شاعر مرموق مشهور ، ولا شاعر مجهول مغمور ، ويكفينا أن نتذكر ذلك المجلس الذي ضم المتنبي وخصومه عند سيف الدولة ، وكيف أن أحدهم راح يقاطعه في إنشاده سيف الدولة قصيدته المشهورة :
واحر قلباه من قلبه شبم . ومن بجسمي وحالي عنده سقم .
مالي أكتم حبا قد برى جسدي .
وتدعي حب سيف الدولة الأمم .

وأخذ يتهمه بسرقة معانيه من شعراء سبقوه ؛ مما جعل المتنبي يغادر مجلس سيف الدولة حزينا غاضبا ، فالاتهام بالسرقة أمر قبيح جدا ، وبخاصة إذا طال شاعرا مجيدا مبدعا كالمتنبي وهنا لابد لنا من أن نشير إلى رأي مهم أورده قبل ذلك الجاحظ في كتابه الحيوان قال فيه " ....والمعاني مطروحة في الطريق يعرفها العجمي والعربي والبدوي والقروي (والمدني ) وإنما الشأن في إقامة الوزن ، وتخير اللفظ ، وسهولة المخرج ، وكثرة الماء ، وفي صحة الطبع وجودة السبك ، فإنما الشعر صناعة ، وضرب من النسج ، وجنس من التصوير ... " لايفهم من قول الجاحظ هنا طبعا أنه يميل إلى الشكل دون المعنى بل يفهم أنه أراد الصياغة الشعرية ، أو التشكيل الشعري بعامة ، وفيما يتعلق بالسرقات الشعرية التي هي همنا هنا فما كل توافق بين شاعرين في معنى يعد سرقة شعرية ، بل إن بعض القدماء تحدثوا عن أمر عجيب غريب هو ماسموه توافق الخواطر ، ووقع الحافر على الحافر يكون الاتفاق فيه في اللفظ والمعنى بين شاعرين لا يحتمل تلاقيهما أو سماع أحدهما من الآخر . وأوردوا لهذا شواهد في كتب النقد والأدب ، وهناك بين ظهرانينا من أكد حدوث هذا الأمر .
قلت لصديقي : أنت إذن تنفي السرقات الشعرية وتحسن الظن بالشعراء وبالناس جميعا ... نظر صديقي إليَّ نظرة استغراب وقال :.... ياراجول ...إنما أشرتُ فقط إلى أمر المعاني العامة ، وإلا فهناك من يسرق الكحل من العين . هناك من سرق قصائد كاملة ونسبها لنفسه ، وهناك من سرق مؤلفات ضخمة ونسبها لنفسه ، وهناك من كتب شهادات ما جستير ودكتوراه لغيره فنسبها غيره لنفسه ، وهناك من زور شهادات في مختلف العلوم وادعى أنه حاصل عليها بعرقه وكد جبينه ، وهناك ...وهناك ... وهناك ...... تركت صديقي ـ لرغبتي في الدخول إلى الحمام ـ وأنا لا أسمع إلا يا رارجول ...ياراجول . ولم أعد أدري ما قال في غيابي .

عصام علوش
-----------------

يتم التشغيل بواسطة Blogger.