الهرم
قد كِدتُ أُنكِرُ ما يقولُ الرّاوي * لمّا نعى لي شَيخَنا القرَضاوي
لم ينقطِع حبلُ الفقيهِ، وإن أوى * لجِنانِ من يُعلي مقامَ الآوي
نَجمٌ، ولكن ما هوَى برَحيلِهِ * يَهوي مُروِّجُ فِكرِهِ المُتهاوي
ما ماتَ من تركَ العُلومَ منارةً * تَهدي العُصاةَ وكلَّ قلبٍ غاوِ
========
كم مرَّةٍ ألقى عَصاهُ بساحةٍ * لقِفَت بها أحبالَ سحرِ الحاوي!
شيخٌ جليلٌ عالِمٌ، لم يُغرِهِ * يومًا فُتاتُ موائدِ المُتَغاوي
كم بشَّ في وَجهِ الحزينِ مُواسيًا! * ومنَ البشاشةِ ما الجروحَ يُداوي
جمعَ القلوبَ على محبَّةٍ ماجدٍ * ما بينَ مصرٍ والشَّآمِ يُساوي
فتوحَّدَ الأحرارُ في تأبينِهِ * وبكى الزَّمَلكاويُّ والأهلاوي
فدعِ الأراذلَ يشمَتونَ؛ فلا علاجَ لحُمقِ فَدمٍ حاقدٍ (غِلّاوي)
======
هرِمٌ غدا هرَمًا بمصرَ، ولن تَرى * في العلمِ والآدابِ (كالمصراوي)
كم مُقرئٍ أشجى القلوبَ! ومَن كعبدِ الباسِطِ، الحُصَرِيِّ، والطَّبلاوي؟!
من قدَّمَ القرآنَ للبُسَطاءِ في * ثَوبٍ قشيبٍ مثلَما الشَّعراوي؟!
من ذا كشَوقي في مديحِ المُصطفى؟! * هل مثلَ محفوظٍ أتى من راوِ؟!
======
لم يستطع فِرعَونُ لَيَّ ذِراعهِ * فلَوى تجلُّدُهُ ذِراعَ اللّاوي
سجنوهُ، لكن لم يُحاصَر فكرُهُ * لا شِعبَ يحبسُ غيرَ رأسٍ خاوِ
يَثوي بعيدًا، لا بمسقطِ رأسِهِ * يا لَيتَ (صفطَ ترابَ) قبرُ الثّاوي!
حكموهُ بالإعدامِ دونَ جريرةٍ * فاهتزَّ من نظراتِهِ (عَشماوي)
إن رامَ شيًّا للعُقابِ مُغفَّلٌ * فقأت عُيونُ الصَّقرِ عَينَ الشّاوي
جواد يونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق