أعلان الهيدر

للنشر في مدونة محكمة النقد يرجى إرسال المادة مرفقة بالصورة على العنوان الآتي :
lagrahocine@gmail.com
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك.

الأربعاء، 25 مارس 2020

الرئيسية مما قفز إلى ذاكرتي؛ بقلم: عبد الوهاب بوشنة ـ أدرار ـ الجزائرــ

مما قفز إلى ذاكرتي؛ بقلم: عبد الوهاب بوشنة ـ أدرار ـ الجزائرــ


مما قفز إلى ذاكرتي
بقلم: عبد الوهاب بوشنة ـ أدرار ـ الجزائرــ
مما قفز إلى ذاكرتي من مغامراتي العديدة في الجامعة الإفريقية قصة طريفة حيث كنت أجتاز الامتحان الاستدراكي للمغضوب عليهم في السنة الثانية ليسانس في الأيام الأولى بفصل الصيف إذ درجة الحرارة في أدرار تصل لحد تجعل فيه البعير مصابا بالرعاف وتمكن الإنسان من طبخ أي شيء فوق الرمل وفي وقت وجيز .
كنت قد مللت صعوبة الاختبار لأني لم أذاكر قبله شيئا فألهمني شيطان شعري بمطلع قصيدة (خصصتها لأستاذة الإعلام الآلي فقط لأنها الحسناء الوحيدة التي تضامنت معي أيام مرضي وأعادت شرح الدروس لي لأكون مستعدا فيما بعد ) وكان مطلع القصيدة أربعة أبيات كالتالي :
مذاقها الشهـــــــــد إلا أنها أحـلى
وريحها المســـــك إلا أنها أغــلى
وشكلها الورد إلا أنــــــــــــــها هبة
تداعب الورد في أحضانها طفلا
ووجهها عاكس أطياف سمرتها
على القصائد في تفعيلة الدفـلى
إذا رأيت بــــــــــــــه خــــــــــالا يزينـه
حسبته آية في خـــــــــــــدها تتلى
وبينما أكملت هذا المطلع النوراني اقتديت - على غير عادتي - بمدربي التنمية البشرية العظماء فتنفست عشرة مرات شهيقا وزفيرا وشابكت يدي فوق رأسي وأبرزت صدري للأمام ورددت بصوت حاد : أنا بطل!!!
ليقاطعني اتصال بن خالتي ويخرجني من تلك الغمرة حتى كدت أن أتفوه إثرها بكلمة من العيار الثقيل لولا وجود الأساتذة الحراس والزملاء معي في القاعة ثم ضغطت زرا في الهاتف على أساس أنني فعّلت الوضع الصامت للهاتف لأتفاجأ برنينه مرة أخرى وأخرج الهاتف من جيبي لأرد على ابن خالتي بغضب :
"
اخطي عزريني يا بنادم راني في غرقة " ! لتنفجر القاعة ضحكا بعدها علي ظنا منهم أني كنت منهمكا بالإجابة التي لم يتطرق إليها أحد حتى تلك اللحظة مستدلا على ذلك بتعابير وجوههم التي تشبه الزومبي              !
..
قال لي الأستاذ الرئيسي متهكما : لم أدر أن لك صيحة عالية تفزع البشر كمحاربي الفايكينغ ومسودتك المليئة بالحبر تدل على أنك بعثت صواريخا إلى القمر من كثرة الحسابات التي أراها فيها من بعيد                          !
فضحكت في نفسي وقلت بصوت هامس                               :
فعلا قد اكتشفت أن القمر صالح للحياة بعد اليوم                              !
..
مرّ يومان على تسليم أوراقنا لأستاذ المقياس لنجده معلقا نتائجنا الكارثية على حائط المبكى ( جدار الإعلانات وكشوف النقاط ) وكانت النقاط كمواقيت الإمساك في رمضان فقلت ببرود لصديقي وزميلي في النحس إلياس
اللي يلصق في الضرس ما يعشّي ( ما يلتصق بالأضراس لا يستوفي عشاءك)
غير أني سعيد بولادة قصيدة جديدة لأستاذتي الملهمة وقت غمرات الامتحان كما تذكر عنترة عبلة أثناء الحرب ورغم أنها غابت إلى غير رجعة دون قراءة القصيدة لها لكنني موقن أن الله لا يجمع على عبده الزلط والتفرعين !     
فقال لي                                                     :
لكنه جمعهما عليّ بالصوم في الصيف وعدم اجتياز الإمتحان ومرافقة شاعر أشعث مثلك !
..
ـــــــــــــــــــ
عبد الوهاب


يتم التشغيل بواسطة Blogger.