ما أجمل الغروب في وطني
بقلم: محمد بتش"مسعود"
كان القارب المتهالك
يمخر عباب البحر،تهاجمنا الأمواج مرة وتدبر أخرى، يوم كامل ونحن على الماء البارد،القارب
مكتظ وضيق،منذ ابحارنا لم نذق شيئا،كان البرد والجوع يمزّقان الجميع،كان منظر الغروب
رائعا تمنـّيته لو كان في وطني من على شرفة منزلي.عندما خيـّم الظلام زادت
مواجعي،تذكـّرت قول الشاعر....وليل أرخى عليّ سدوله بأنواع الهموم ليبتلي.تعالى
بكاء طفل صغير جائع...قطعة خبز يا جماعة... قالت أمّه بنبرات قطـّعت أوصالي. عمّ
سكوت ثقيل مميت القارب،حوقلتُ مرة،استغفرتُ مرّات،عبثا كنتُ أبحثُ في جيوبي علـّني
أجد بعض الفتات،لم يكن معي سوى جسمي وروحي،لقد أنفقتُ كلّ ما أملك لعبور البحر،منيت
نفسي بأحلام وردية...لقد تعطـّل المحرك...قالها صاحبه بغضب وأشبع المحرك سبـّا
وشتما
يا إلهي...المطر...تعالى الصّراخ والعويل، هاجت الأمواج، لم أدر كيف حدث الأمر،كنتُ
أسبح مُمْسكا بحقيبتي،بدأت أغيب عن وعيي،أحسست بيد تسحبني.كانت الأضواء البيضاء
تنير المكان.عندما فتحت عيناي كان الصباح،عرفت أنّ حرس السواحل أنقذوني ،لقد نجا
ثلاثة منـّا فقط.قيل لنا في مركز الإيواء..ستعودون لأوطانكم،تمنيتُ لوبقيتُ في
وطني الجريح.قال مرافقي..اللـّعنة على حكـّامنا وأفرغ مافي جعبته،تكلم وأطنب،لم يستطع
السّكوت،أحسستُ بصداع شديد، كان العرق يغسلني، سمعت أحدهم يطلب الطبيب،الحقنة
المؤلمة أيقظتني .عندما كنتُ في الطائرة شدّني الحنين لرائحة تراب وطني،تذكــّرت
الغروب من على شرفة منزلي...ما أجمله .
الجزائر في :15
ديسمبر2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق