قصيدة : مليــــكي ... الشاعر : محمد الصالح بن يغلة

مليــــكي

لولا الصّديق " أحمد الملّيكي " لما كتبتُ هذه القصيدة ، فهي مهداة إلى شخصه الكريم ـ و إلى كلّ غرباء العالم ـ حتّى و لو اختلفت الرّؤى و المشارب ، كما أشكر الرّابطة التي جمعتنا داخل هذه الحديقة ، و أوقدت في قلوبنا جذوة الشعر بعد عزوف و انطفاء .

--------------

الشاعر : محمد الصالح بن يغلة

--------------

أنَـا مَـا اخْـتَرْتُ يـا وَطَنِي المنَافِي

إذا مَــا ثُــرْتُ مِـنْ قـفَصِي طَـلِيقَا

أنَـــا رَغْــمَ الـغَـيَاهِبِ وَ الـفَـيَافِي

سـتـبْـقَى فَــوْقَ غُـرْبَـتِنَا صَـدِيـقَا

هِـــيَ الـنّـيـرانُ أطْـفِـئُهَا بِـكَـفِّي

وَ إنْ لــمْ تـنـفجرْ خـلـفِي حـرِيـقَا

صَنَعْتُ الحُلْمَ مِنْ جَسَدِي شِرَاعًا

لأبْــقَــى هــاَئِـمًـا أبَــــدًا غَـرِيـقَـا

إذا مَــا صُـنْـتُ يَــا وَطَـنِـي دِمَــاءً

فـهَـلْ يَــا ربِّ أَخْـطَـأتُ الـطّرِيقَا ؟

" مَـلِـيكِي " أيّـهَـا الـيَـمَنِيُّ صَـبْرًا

لأنَّ وَرَاءَ أغْــنِــيَــتِـي شَــهِــيــقَـا

فَـمَاذا لـوْ تَـرَكْتَ الـشّمْسَ تجْرِي

و لــمْ تـمْـسَحْ بِـدَمْـعَتِهَا بَـرِيـقَا ؟

لَــئِـنْ ضَــاقَـتْ بِـغْـرْبَـتِنَا شُــمُـوعٌ

سَـقِـيتُ بِـدَمْعَتِي وَطَـنِي رَحِـيقَا

فَــغَـازِلْ وَرْدَتِـــي وَاضْـمـمْ يَـدَيْـهَا

و لاَ تــرْسُـمْ بِـشَـمْـعَتِنَا مَـضِـيـقَا

لأنّــــكَ أكــثَــرُ الــنّـاسِ احْـتِـرَاقًـا

فـمُـتْ ظِــلاً عـلَـى يَـدِهَـا وَرِيـقَـا

وَذُدْ عَـنْهَا وَعَـنْ قـبَسِي الـمُعَنَّى

فــكَـمْ غَــازَلْـتُ حَـبْـلَهُمَا الـوَثِـيقَا

وَأنّــــكِ غَـايَـتِـي أحْــلَـى مَـــلاَكٍ

و بَـعْـدَكِ ثـوْرَتِي أمْـسَتْ عَـشِيقَا

" مَـلِـيكِي " أيّـهَـا الـوَطَنِيُّ عُـذْرًا

بِــــأيِّ قـصـيـدَةٍ أبْــكِـي صَـدِيـقَـا

شَـرِبْـنَا مِــنْ كُــؤُوسِ الـوَجْدِ نَـارًا

وَ مَـنْ فِـي غُـرْبَتِي يَلْقَى رَفِيقَا ؟

فَـنَـحْـنُ الـعَـاشـقُونَ إذَا اغْـتَـرَبْـنَا

نَــمُــدُّ لِـغَـيْـرِنَـا نَــفَـسًـا وَ رِيــقَــا

سَـعِـيدٌ أنْــتَ يَــا وَطَـنِـي سَـعِيدٌ

و لـــوْ أمْـطَـرْتَـنِي أَرَقًـــا و ضِـيـقَا

سَـتـنْطَفِئُ الـشّـمُوعُ بــلاَ جِـرَاحٍ

وَ لَــوْ أوْقَــدْتَ فِــي دَمِـهَـا فـريـقَا

نُــزَيِّـنُ جُـرْحـنَـا عَـرَقًـا وَ نَـمْـضِي

وَ يَـبْـقَى شـامِـخًا وَطَـنِـي أنِـيـقَا

أنَـــا لاَ لَـــنْ أعِـيـشَ بِـغَـيْرِ جُــرْحٍ

بِـحُـبِّـهِ صِـــرْتُ مُـنـتَفِضًا رَشِـيـقَا

إذا لَــمْ تَـلْـقَ فِــي الـدّنـيَا مَـلاَذًا

فَـعِشْ يَـا جُـرْحُ فِـي قلْبِي عَمِيقَا

 عنابة الجزائر 2014.06.13

مليكي : دون تشديد اللاّم وهو الصّديق" أحمد الملّيكي"

و يمكن استبدال الكلمة بـ " خليلي "