قريبا في
المكتبات
ديوان الأستاذ
الدكتور: مشري بن خليفة
ديواني
الجديد " تجليات طين الصمت " ، عن دار خيال للنشر
.
بعد
عشرين سنة 20 من صدور ديواني الأول " سين
" عن اتحاد الكتاب الجزائريين، والذي
ترجمه إلى اللغة الفرنسية الصديق الشاعر والمترجم عاشور فني، وهو نتاج سنوات من
القراءة والتمحيص والنقد لكل انتاجي الشعري، لذا اخترت بعض النصوص التي وجدتها
تمثل تجربتي في الكتابة الشعرية، وحاولت ان اختار نصوصا من ذلك الكم الكبير منذ
نهاية السبعينيات الى سنوات الثمانينيات من القرن الماضي، والتي تمثل تجربتي الشعرية
، و تعبر عن مرحلة التحول الشعري في الجزائر التي شهدت تجربة شعرية مغايرة في
مرحلة الثمانينيات ، انخرط فيها الشعراء في الحداثة والبحث عن نص من منطلق مرجعية مغايرة
ومختلفة ورؤيا عميقة تستند إلى الاختلاف والتجريب ، بعد كل هذه السنوات يأتي
ديواني الثاني الموسوم ب
" تجليات طين الصمت " الذي اقدم
فيه تجربة اخرى مغايرة ومختلفة في الكتابة الشعرية ، نصوص تستند إلى تجربة ورؤيا
تبحث عن نص يتخطى ويتجاوز الراهن، وينبني على الفجوة/ مسافة التوتر،
وهي
تجربة تتضمن نصوصا من سنوات سابقة اشتغلت فيها على مفهومي الرؤيا والتجربة وهي
قليلة ، ولكن اغلب نصوص الديوان هي نتاج حالة توتر وبحث عن نص مختلف كان الحراك
الشعبي هو مفجرها ، فجاءت النصوص متتابعة منذ 2019 إلى غاية 2021 ، ليس من السهل
ان تنشر ديوانا شعريا ، لان قناعتي ان الشعر ليس كتابة عادية ولا يتأسس على رؤية
تقليدية نعيد فيها بناء النصوص وفق شروط مسبقة واشكال جاهزة ، وانما الشعر رؤيا
وتجربة صراع بين الموت والحياة، تجربة عميقة جدااا ، يتشكل الشعر فيها في اللاشكل
وفي اشكال متعددة ومختلفة ، لأنه في حقيقته استعارة كبرى تخرج عن العادي و عن
البلاغة والخطابة وكل ما هو جاهز . الشعر في جوهره بحث دائم عن ذلك التضاد
والاختلاف والتشظي ويعبر عن عمق الانسان.
إن
هذه التجربة التي اقدمها للقارئ الكريم ، هي محاولة في القبض على لحظة الشعر
الهاربة دوما من التحديد ، اتمنى ان يجد القارئ في قراءته لهذه النصوص الاضافة ،
وفي تقديري ان النص بالأساس يبحث عن قارئ بامكانه النفاذ إلى عمقه .
إن
هذا الديوان الذي يأتي في زمن أصبح فيه الشعر محاصرا بالسرديات المتعددة حتى ان
البعض كرس مفهوما جديدا ان هذا العصر هو عصر الرواية ولا مكان فيه للشعر ، ولكن في
تقديري و تصوري الراسخ أن الشعر مرتبط اتباطا وثيقا بالانسان الذي هو جوهر هذا
الكون ، والذي يكتب ذاته وتجربته ابتداء من الشعر ، لأن الشعر يظل راسخا على مستوى
الواقع وعلى مستوى كل الأشكال والأجناس المتعددة والمختلفة
.
وأن
الانسان باعتباره كائنا لغويا لا يمكن ان يتخلى عن الشعر ، ولذا بقيت وفيا للشعر
ولن أحيد عنه، لانه جزء مني وانا جزء منه ، لذا ارجو ان اكون قد وفقت في تقديم هذه
التجربة التي هي بحث عن ممارسة نصية مختلفة لها ابعادها المتعددة .ويبقى القارئ هو
من يبحث عن النص و يظل النص يبحث عن قارئ يجيد الانصات إليه
.
اتقدم
بالشكر الجزيل للصديق الشاعر والروائي رفيق طيبي على كل جهوده واهتمامه وعنايته
باخراج الديوان في احسن حلة
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق