مهداة إلى روح المرحوم عمر البرغوثي (أبو عاصف) رحمه الله.
=============
فارس يترجل
يفيضُ الدمعُ من عَينِ اليَراعِ *** فما حبسُ الدُّموعِ بمُستَطاعِ
وكيفَ تُكَفكَفُ الدَّمعاتُ إمّا *** نعَت للشَّعبِ خِيرَتَهُ النَّواعي؟!
رثَيتُ أبا الشهيدِ ... أخَ الأُسارى *** وما كالبَدرِ نَجمٌ في التِماعِ
وأعظم تضحِياتِ الحرِّ بابنٍ *** يُتَلُّ إلى الجبينِ بلا ارتِجاعِ
وقد يقعُ الغضنفرُ في اشتباكٍ *** وقد أفنى قطيعًا من ضِباعِ
=======
وما حقَّ الرثاءُ لكلِّ مَيتٍ *** ومن يأسى على سقَطِ المَتاعِ؟!
نذرتُ لإخوَتي في اللهِ شِعري *** عسى في ظلِّهِ بهمُ اجتِماعي
ولا أهدي القوافي غيرَ حُرٍّ *** وكم أبصرتُ ما تحتَ القِناعِ!
فكم من مدَّعينَ لتضحِياتٍ *** وهم أذنابً أبناءِ الأفاعي!
ولو صدقَ الألى في ما ادَّعَوهُ *** لما آلَت بلادي للضَّياعِ
========
ترجَّلَ فارسٌ حرٌّ، بكَتهُ *** سماءُ القُدسِ، في أسمى البِقاعِ
فكم من صاحبٍ في السجنِ أثنى *** على من زانَهُ كرمُ الطِّباعِ!
وهذا القائدُ المِغوارُ، لا مَن *** يُسَمّى قائدًا عندَ الرَّعاعِ
وحقَّ لكوبرِ الأحرارِ تبكي *** فما الوادي كما الأرضِ الرِّفاعِ
وهل سكنَ المسابعَ غيرُ سبعٍ؟! *** وأين الضبعُ من نُبلِ السِّباعِ؟!
بكى الزيتونُ من دورا لعَكّا *** ومن أعلى الجليلِ إلى القِطاعِ
ومن صفَدٍ لبئرِ السبعِ فاضَت *** مدامعُ تينِنا دونَ انقِطاعِ
=======
هو الجبلُ الذي ما اهتزَّ يومًا *** إذا ما زُلزِلَت أعتى القِلاعِ
ولكن حين يأتي وعدُ ربّي *** فحتّى الطَّودُ يُؤذِنُ بانصِداعِ
الظهران، 25.3.2021 جواد يونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق