أعلان الهيدر

للنشر في مدونة محكمة النقد يرجى إرسال المادة مرفقة بالصورة على العنوان الآتي :
lagrahocine@gmail.com
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك.

الثلاثاء، 28 أبريل 2015

الرئيسية الشاعر : محمد جربوعة ـ الجزائر ـ بكائية الحبّ الرسولي أو مراثي الزيت النازف من فانوس الدنيا الجريح

الشاعر : محمد جربوعة ـ الجزائر ـ بكائية الحبّ الرسولي أو مراثي الزيت النازف من فانوس الدنيا الجريح



الشاعر : محمد جربوعة ـ الجزائر ـ

بكائية الحبّ الرسولي
    أو
مراثي الزيت النازف من فانوس الدنيا الجريح

شعر: محمد جربوعة

دعيني الآنَ

مِن عينيكِ يا ليلى

فإني الآنَ

لا عينٌ تجنّنني

ولا كُحُلُ

دعيني

حين أنهي النصَّ

يا ليلى سأتّصلُ

أنا في حضرةِ القرَشيِّ

يا ليلى

دعينا من كلام الأمسِ

يصغرُ جنب (حضرتهِ)

حديثُ الحبِّ

والغزلُ

سأكتب عن رسول اللهِ

يا ليلى

وعن مصباحِ

هذا الكونِ

أسألُ ربّكِ المنّانَ

أنْ تنقادَ لي الألفاظُ

والأبياتُ والجُملُ



سأكتبُ للبناتِ الشقرِ

في (فيينا)

وللزنجيّ في مالي

وللهنغار في المجرِ

وأكتبُ للهنودِ الحمرِ

للجولوازِ

للغجرِ

سأكتبُ عنْ (جميل القلبِ)

عنْ أحلى (هدايا اللهِ)

للبشرِ



أخاطبُ

سيّدات القصرِ

في (مدريدَ)

ما في القصرِ

مِن خدمِ

أخاطبُ سيّدَ (الإلزيهِ)

أختَ أمير (موناكو)

صفوفَ الجندِ في (جوبا)

مريضا في (سراييفو)

يعاني رعشة الألمِ

أخاطبهمْ

عن (الضوء الإلهيّ

السنيِّ

المدهشِ المبعوثِ للأممِ)



أخاطبُ بائعي الأزهارِ

في (دبلنْ)

أخاطبُ بائعاتِ الخبزِ

في (طشقندَ)

في (دكّا)

وفي اليمنِ

أخاطبُ عازِفي الألحانِ

في ساحاتِ (فاليتا)

بلا ثمنِ

أخاطبُ جوهريّا

في (أمِستِرْدامَ)

عن ياقوتةٍ أغلى

مِن العينينِ

والأولادِ

والوطنِ



أحدّثُ أمّهاتٍ

فاقداتِ الحضنِ

عن بنتٍ

وعن ولدِ

أحدّثُ هِرّةً في الحبلِ

عن رجلٍ سيطلقها

ويسقيها

لأجل الواحدِ الأحدِ

أحدّثُ عن شعاع الفجرِ

مَن مرتْ بمِرْوَدها

على العينينِ

تدفع ظلمة الرمدِ



أحدّثُ في زوايا الكونِ

مقتولا

يردّدُ في ارتجافِ الموتِ

اِسمَ الأمِّ والبنتِ

أحدّثُ في سجون القهرِ

مظلوما

يغمّسُ في صحون الذلِّ

بعض الخبز بالزيتِ

أحدّثُ في خيامِ البردِ

عائلةً

بلا وطنٍ

ولا أملٍ

ولا بيتِ

أحدّثُ في بلاد الحزنِ

مَن مرّتْ على قبرٍ

فقالتْ :

(( أشتري بالعمرِ

بعض دقائق الموتِ))

أحدّثُ كل قارئةٍ

تفتّشُ في بقايا البنِّ

في الفنجانِ

عن (بختِ)

أحدّثهم وقد ضاقتْ

عليهمْ عضّةُ الوقتِ



كلابُ تسحبُ العرباتِ

فوق ممالكِ (الفايْكينجِ)

ثلجُ القطبِ يعجبها

وتهديها نجومُ أواخر الليلِ

وتعرفُ قصّةًَ تُروى

تخلّدُ جدّها العطشانَ

تنقذه بغيٌّ مِن ذوات السوءِ

تسقي الكلبَ في النعلِ

كلاب القطبِ لا تَنسى

ولا هيَ في الوفاءِ

(قليلة الأصلِ)

تواصل ركضها..

ليلا

ولو كانتْ على طُهرٍ

لصلّتْ وهي دامعةٌ

على من علّمَ الدنيا

فنونَ الرفق بالحيوانِ

قبل تَشَدُّق الدولِ

خلاسيٌّ

من المكسيكِ

ينظرُ نحوَ سيّدةٍ

تعيّرهُ بسحنتهِ

بلا حقِّ

يرتّبُ وجههُ المكسورَ

يرمقها

وفي عينيه بعض تميّزِ العرقِ

يقول لها بلهجتهِ :

(( نبيٌّ عاش في الشرقِ

يؤلّفُ كاملَ الألوانِ

يجمعها وينسجها

كقوسِ اللهِ

عندَ تداخل الأمطارِ

بالأنوار بالبرقِ

بلا فرقِ

بلا فرقِ

إذا خُيّرتُ

من أعطيه هذا القلبَ سيّدتي

لذاكَ النّاسجِ العربيِّ

كلّ الحبّ والعشقِ))



فقيرٌ

يكسرُ الأحجارَ في (دلهي)

ويخرجُ (خبزهُ) مُرّا

ويحلمُ بالمساءِ الحلوِ

يطرق باب صبيتهِ

فتملأ وجهه القبلُ

وقرب المحجرِ المِلْحيِّ

سيّدةٌ

تخبّئ وجهها في الظلِّ

تقرأ فوق كرسيٍّ جرائدها

توبّخهُ

إذا كلّتْ عزائمهُ

وتنفعلُ

فتلمسُ كفّهُ الحمّى بجبهتهِ

ويذكرُ مِن إمام الحيِّ:

(( أحمدُ كان يوصينا

بإخوانٍ لنا ضاقتْ

عليهمْ هذه السبلُ))



وهذا الراهبُ (المجَريُّ)

يعرفُ أنّ ذاك الديرَ

يحرسهُ برحمتهِ

نبيٌّ كان يوصي الجندَ:

(( لا تدميرَ

لا إحراقَ))

والجنديُّ في الإسلام يمتثلُ



نبيٌّ

زار طفلا لليهودِ

بحشرجات الموتِ

قال له :

(( تشهَّدْ..إنه الأجلُ))

فمالت منه نظرتهُ

لوالدهِ

فهزّ الرأسَ بالإيجابِ:

(( اِفعلْ ما يقولُ

لكَ الحنونُ))

وسالتْ عندها المقلُ



جِمالٌ في مراعيها بباديةٍ

تقصُّ على صغار النوقِ

ما سمعتْ من الأجدادِ

عن رَجلٍ يحبّ العيرَ

قد أوصى بها خيرا

ويوما جاءه جملُ

ليشكوَ محنةَ التجويعِ

والإرهاقِ

يمسحُ دمعة العينينِ

في أثوابه يبكي

فيبكي ذلكَ الرجلُ



نساءٌ

مِن (ذوات السوءِ)

في (كوبا)

يقلنَ بلحظة للخوفِ :

(( يبقى عندنا أملُ

فهذي مثلنا أخرى

سقتْ كلبا

فأخبر مَن يقال لهُ

(رسول اللهِ)

أنّ الله سامحها

ويُجزى الناسُ ما فعلوا

يطمئننا نبيٌّ

رغم كلّ الذنبِ

للغفّارِ قد نصلُ



بـ (إسبانيا)

يموت الثورُ

في عينيهِ أدمعُهُ

حزينا

في نزيف الجرحِ

للرحمن ينتقلُ

تمنّى لو يراه الآنَ

مَنْ ينهى عنِ (التحريش)

كي يشكو له ما فيهِ من ألمٍ

ويسألهُ:

((رسولَ الله

في ماذا هنا الثيرانُ

تقتتلُ ؟))



بركنٍ باردِ جدا

ومعزولٍ

(قُطيطٌ) في انتظار الموتِ

يلحسُ نفسهُ لحسا

كأنّ القطَّ في استعجالِ

طقس الكفْن والتغسيلِ

يغتسلُ

يقول لنفسهِ:

(( ألقاهُ بعد الموتِ

مشتاقٌ..

لمن قد كانَ يسقينا

ومن سؤْرٍ لنا ينوي

وضوء العصرِ

ثمّ يقوم في المحرابِ

يبتهلُ ))



بـ (لندنَ)

طفلةٌ شقراءُ

تخبرُ جدَّها:

(( جدّي..

روى لي بائع الأزهارِ

أنّ الفلََّ

يَترُكُ عند قاطفهِ

سؤالا:

((أيّنا الخللُ؟))

فقال الجدُّ:

(( لا أدري))..

فقالتْ :

(( يَجرَحُ الأقباطُ

مَن أوصى بهم خيرا؟))

فأطرق جدّها ألمًا

وبعثرَ وجهَهُ الخجلُ



يقول النخلُ في البحرينِ:

(( لن ننسى وصيّتهُ

وقانا الحرقَ))

قالَ السروُ والزيتونُ:

((ما أوفاكَ يا نخَلُ))



جذوع الزانِ والبلّوطِ

في غابات (أنغولا)

تحسّ بيُتمِها جدا

ولو كانتْ هنا كفٌّ

لهُ، امتدّتْ

لتطفئَ

ما بجرح الزان يشتعلُ



نبيٌّ تأسرُ الأطفالَ رحمتهُ

يطيل سجودهُ

كي لا ينغّصَ فرحة السبطينِ

فوق الظهرِ

متعتهمْ بمركبهمْ

ومتعتهُ بسجدته وفرحتهم

وكبّر حينما نزلوا



يتيمٌ

جاءَ للدنيا

لأهل البدوِ والحضرِ

لكلّ الناسِ

للحيوانِ

للأشجارِ

للحجرِ

بقلبٍ يشبهُ الفانوسَ

للأقوام قاطبةً

لكلّ شعوب هذي الأرضِ

كالقمرِ

يرصّعُ في قلوب الناسِ

فصّ الحبِّ

بالقرآنِ

والفيروزِ

والمرجانِ والياقوتِ

والسوَرِ

ولكنْ..

ضاعَ كلّ اللحنِ

في عودٍ بلا وترِ



سيبقى العالمُ الطينيُّ

محروقا بطينتهِ

ويبقى القتلُ

والتدميرُ والقمعُ

يضيعُ الضوءُ

في المرآةِ

حينَ يُغيّبُ الشمعُ

يموت الحبّ في عينينِ

يولدُ فيهما الدمعُ

يغيبُ الصوتُ

لا رجعُ

بدونِ هدية الرحمن للإنسانِ

يبقى هكذا الوضعُ

الخميس 06 كانون الأول – ديسمبر 2012
استللتها مثل خيط الضوء من صدري بيتا بيتا.. ولم أقم عنها لعشر ساعات إلا للصلاة.. حتى اكتملتْ في عينيّ دموعا وفي صدري شوقا ورهبانية..
— ‏مع ‏الشاعر محمد جربوعة ـ الجزائر ـ ‏.‏

يتم التشغيل بواسطة Blogger.